هاربة
ــــــــــ*
لا تهربي من لهفتي و حواري
و تقبّلي ما جــــــــــــــــاءَ من أعذاري
.
ما كانَ ذنبي في الهوى و خطيئتي
لو فـــــــــــاحَ عطرُكِ في صدى أوتاري
.
خبّأتُ منكِ فما وجدتُ كنايةً
غرقَ المجازُ و تهتُ في أســــــــفاري
.
و طليتُ حرفيَ بالسّوادِ لعلّهُ
يُخفي عن الواشينَ شـــــمسَ نهاري
.
بقيَتْ برغمِ الغيمِ بين سطورِه ِ
عيناكِ مُشرقتينِ خلفَ ســـــــــــتاري
.
و يداكِ واضحتانِ في ورقي ، كما
شجرٌ من اللّبلابِ في أســـــــــــواري
.
فلمَ الهروبُ و ماتزالُ حقيبتي ؟!
ملآنةً بالغيـــــــــــــــــــــــــمِ و الأمطارِ
.
لو صرتِ طيراً فالسّماءُ حديقتي
أو كنتِ عُشباً فاشربي أنهــــــــــــــاري
.
فمنَ العدالةِ أنْ نواجهَ بعضَنا
لا تســــــــــــــــــــمعيني من وراءِ جدارِ
.
أنا آخر الأوراقِ في سفرِ الهوى
نـــــــــــــارُ الحرائقِ تقتفي آثــــــــــاري
.
أنا أبيضٌ و الياسمينُ سُلالتي
و الخوخُ و الدّرّاقُ في أشــــــــــــــجاري
.
كتبوكِ قبلي في خواطِرِهِمْ ، فما
طرَفَتْ لها عيناكِ في الأســـــــــــــحارِ
.
أنتِ القصيدةُ لا تفكُّ إزارَها
يوم الظّما لشُــــــــــــــــــــــــــويعرٍ مِهذارِ
.
فرقٌ كبيرٌ بيننا ، لا يستوي
نهرُ الفراتِ بكومةِ الأحجـــــــــــــــــــــــــارِ
.
لكنّما لو كنتِ راحلةً ، خذي
شِــــــــــــــــعري لديكِ بلوحةِ التّذكــــــارِ
.
أنا مُضغةُ الإشراقِ في رحمِ الدّجى
كلُّ الشّــــــــــــــــــموسِ تكوكَبتْ بمداري
.
فلتخلعي الأثوابَ عند قراءتي
و تعمَّـــــــــــــــــــــــــدي بالنّورِ قربَ مزاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق