الأحد، 13 ديسمبر 2015

قصيدة تائهٌ عن نفسي .. للشاعر وليد عبيد الثائر العجوز

تائه عن نفسي

مضى عامان أو شهران 
لا أدري
لعلّ أقلّ أو أكثر

و لم أنظر لمرآتي
نسيتُ الشكل و المضمون
حتى لون شيباتي
و سحنة وجهيَ الحنطيّ
لا أذكر 

لرُبَّ نسيت ذاكرتي
و تاهت من مُخيّلتي
تفاصيل الفتى الأشقر
أو الأسمر 

او الممزوج من هذا 
و من هذا
و ماذا تنفع الألوان؟؟
إذ ما أُحرِقَ الجوهر

إذا باتت مآسينا
بكأس عذابنا تسكر

و بات الجوع يلعننا
و حضرتنا نجامله
و أولى أن به نكفر

و ماذا تنفع الألوان
و الأشكال في ليلٍ
عقيمٍ نجمه أقفر

كأرضٍ كنتَ تحرسها
و تحرثها
و تلحفها
و تفلحها
و تبذر كلّ ما أوتيتَ 
من حَبقٍ
و من عطفٍ و من عَرَقٍ 
و تسقيها بشلالات أفئدةٍ
بدمع خشوعها تغرق
و غيم دعاك 
رغم نداك ما أمطر

مضى عامان أو يومان
معذرةً
فما للوقت في أيامنا ثمنٌ
و لا صفة
و لا سوق يُباع به
يمرُّ كطعنة الخنجر

مضى يومان او قرنٌ
و لم أكتب لفاتنةٍ
كلاماً عن هوى عنتر

و عن ليلى و فارسها
و عن عفراء
أو غيداء
أو شيماء
او عنّي و عن شوقي

و عن قلبين في جسدي
صغير بين أجنحتي
و بِكر بات في المهجر

مضى دهر و أزمنة
أفتّشُ عن مُذكّرتي
و لم أفلح
أضعتُ الحبر و الدفتر

و ماذا تنفع الأوراق
و الأخلاق و الميثاق
.. و التوقيع
لا أذكر ..
و لا أشعُر ..
كأنّي تهتُ في محشر!! 

وليد عبيد .. العجوز

هناك تعليق واحد: