تائه عن نفسي
مضى عامان أو شهران
لا أدري
لعلّ أقلّ أو أكثر
و لم أنظر لمرآتي
نسيتُ الشكل و المضمون
حتى لون شيباتي
و سحنة وجهيَ الحنطيّ
لا أذكر
لرُبَّ نسيت ذاكرتي
و تاهت من مُخيّلتي
تفاصيل الفتى الأشقر
أو الأسمر
او الممزوج من هذا
و من هذا
و ماذا تنفع الألوان؟؟
إذ ما أُحرِقَ الجوهر
إذا باتت مآسينا
بكأس عذابنا تسكر
و بات الجوع يلعننا
و حضرتنا نجامله
و أولى أن به نكفر
و ماذا تنفع الألوان
و الأشكال في ليلٍ
عقيمٍ نجمه أقفر
كأرضٍ كنتَ تحرسها
و تحرثها
و تلحفها
و تفلحها
و تبذر كلّ ما أوتيتَ
من حَبقٍ
و من عطفٍ و من عَرَقٍ
و تسقيها بشلالات أفئدةٍ
بدمع خشوعها تغرق
و غيم دعاك
رغم نداك ما أمطر
مضى عامان أو يومان
معذرةً
فما للوقت في أيامنا ثمنٌ
و لا صفة
و لا سوق يُباع به
يمرُّ كطعنة الخنجر
مضى يومان او قرنٌ
و لم أكتب لفاتنةٍ
كلاماً عن هوى عنتر
و عن ليلى و فارسها
و عن عفراء
أو غيداء
أو شيماء
او عنّي و عن شوقي
و عن قلبين في جسدي
صغير بين أجنحتي
و بِكر بات في المهجر
مضى دهر و أزمنة
أفتّشُ عن مُذكّرتي
و لم أفلح
أضعتُ الحبر و الدفتر
و ماذا تنفع الأوراق
و الأخلاق و الميثاق
.. و التوقيع
لا أذكر ..
و لا أشعُر ..
كأنّي تهتُ في محشر!!
وليد عبيد .. العجوز
http://njoomalarab.blogspot.com/2015/12/blog-post_32.html?m=1
ردحذف