الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

قصيدة حب وحيرة ... للشاعر داود قبغ

حب وحيرة

حبيبتي في حبها تحتار
جميلة تهدى لها الأشعار
أحبها ان قبلت
أحبها ان رفضت
أحبها ان غضبت
فهكذا الأصرار
حبيبتي ليمونة فواحة
يغار منها الورد والأزهار
يعصر منها العطر عنبرا
فماذا يصنع العطار
في حبها
عرفت كيف الرعد يبعث الغيوم
كيف الليالي تختفي فيها النجوم
في بعدها
بلا سماء تنزل الأمطار
وفي العيون تقرأ الأسرار
في عشقها
ليلي طويل ليتني ذقت المنام
برد الشتاء دق مني العظام
كيف السبيل نحو بيت الحمام
الى فراش دافيء مثل الأنام
أين الفراش ؟
أين الحمام ؟
كيف أنام ؟
فاتنتي
أبهى من الربيع أذ تزقزق الأطيار
أندى من الورد أذا أدمعت الأسحار
وشعرها مثل سنابل الغمام 
في ظلها ينام أجمل الحمام
وعينها في كبدي ترمي السهام
كيف ينام ؟ 
كيف ينام ؟
من فقد الظل وطير الحمام 
كيف ينام ؟
حبيبتي 
من المحال أن أقول ماسمها
عذراء يافتنتها
هيفاء ياقامتها
نجلاء يامقلتها
شهلاء يانظرتها
ومضاء ياروعتها
أكون قد ظلمتها
اذا أنا سميتها
فلا أسميها سوى حبيبتي
ياصاحبي في حبها يجرفني التيار
مثل بقايا القش أذ تسوقها الأعصار
فما أنا شئت هواها شاءت الأقدار
في روضها كم غنت البلابل
واحترقت في شعرها الأنامل 
أنسية سبحان من جمّلها
دمي أذا ما مت قد حمّلها
حورية قد صاغها دون البشر
الوجه نور والفؤاد من حجر
من حبها ونارها هل من مفر ؟
أين المفر ؟
أين المفر ؟
صحراء قلبي في الهوى ظمآن
قاتلتي شعارها العصيان
ودمعتي فاضت بها الوديان 
ألى متى تعصرني الأحزان
يلتف من حولي الظلام
فلا أرى غير الغمام
أين المفر ؟
أين المفر ؟
حبيبتي 
في قصرها من حولها الأسوار
في حجرتها ودونها الأستار
كيف الوصول دربها الأخطار
أغوص في اليمّ العميق
أجتاح أمواج المضيق
أسأل هل لها طريق ؟
أين الممر ؟
أين الممر ؟

هناك تعليق واحد: