الأربعاء، 10 فبراير 2016

قصيدة بلاد الرعب .. للشاعر أحمد الغريب

( بلادُ الرُّعْب )
( بلادُ العُرْبِ أوطاني ... مِنَ الشَّامِ لِبَغدانِ

ومِن نَجدٍ إلى يَمَنٍ ... إلى مِصرَ فتَطْوانِ )*

أناشِيدٌ نُرَدِّدُها ... بِلا فِقهٍ وإمْعانِ

كَلامٌ فارغٌ صفرٌ ... نَخُورُ بِهِ كَثِيرانِ

نَرَقِّصُ فيهِ أَرْجُلَنا ... بِمُوسِيقا وألحانِ

وأُخفِي دَمعَةً حَرَّى ...فَرَتْ كَبِدِي وأَجفانِي

بِلادُ العُرْبِ أوطاني ... غَدَتْ سِجْني وسَجَّاني

فأفكاري مُحاصَرَةٌ ... ومَوتي خَلفَ أسناني

وأقلامي خَوازيقٌ ... وأوراقي فأكفاني

وحِبْرِي سالَ مِنْ قلبي ... وحَرفي صارَ نِيراني

وشِعْري صارَ لي حَبْلاً ... وفي الأهوالِ دَلَّاني

فلا مَدَنِيَّةٌ تَرْقَى ... بِلا عَدْلٍ وإحسانِ

ولا حُرِّيَّتي تَبقَى ... إذا قِرْدٌ تَوَلَّاني

بلادي أصبَحتْ بُوراً ... عَلاها اللِّصُّ والجاني

فلا زاداً ستَمْنَحُنا ... ولا ماءً لِظَمْآنِ

ولا دِينٌ يُجَمِّعُنا ... بِلا فَهْمٍ لِقُرآني

سَئِمْتُ حياتَكُم بُؤساً ... وفَيضَ بُحورِ أحزاني

فأوطاني مُمَزَّقَةٌ ... وشَرحُ الأمرِ أعياني

دُويلاتٌ مُشَرْذَمَةٌ ... وسُوءُ الحالِ أبكاني

فذِي أعلامُنا كَثُرَتْ ... وخِلِّي صارَ يَشْناني

بلادُ العُرْبِ أوطاني؟! ... فكيفَ المِصْرُ مِصْرانِ ؟!

وإنْ كانَتْ مُوَحَّدَةً ... فكَيفَ تَصِيرُ أَوطاني؟!

حُدودٌ مَزَّقَتْ وَطَني ... بِلا طِينٍ وطَيَّانِ

حُدودٌ خَطَّها كَلْبٌ ... و (بِيكُو) كَلْبُها الثَّاني**

فأَرْسَتْ أُسَّ فُرْقَتِنا ... وأَذكَتْ نارَ أَضْغاني

بِها سَقَطَتْ خِلافَتُنا ... وصارَ العِلْجُ رُّبَّاني

وصارَ العُرْبُ أعداءً ... فُلانٌ ضِدَّ عَلَّانِ

وصِرنا بَعدَ وِحدَتِنا ... بِلا أَمَلٍ ولا شانِ

ويَقتُلُ بَعضُنا بَعضاً ... لِنُصْرَةِ كُلِّ خَوَّانِ

بِلادُ الشَّامِ تُحرِقُنا ... لِيَرضَى رَبُّها الفاني

وذَلَّ المغربُ العَربي ... بِدَجَّالٍ وشَيطانِ

ولا تَحتاجُ أمريكا ... لِتُكْمِلَ دَوْرَها الباني

وتَصنَعَ دَولةً أُخْرَى ... سِوَى تاجٍ وسَعْدانِ

وأرضُ النَّفطِ تُهلِكُنا ... بأشياخٍ ورُهبانِ

فمِن فَتْوَى تَلَتْ فَتْوَى ... عَلَى تَزييفِ بُرهاني

تُبَرِّرُ قَولَ مَأفُونٍ: ... أنا القّهَّارُ سُبْحاني

وتَشْحَذُ فأسَ أمريكا ... لِتَقْطَعَ كُلَّ أَغصاني

وكَعبَتُنا غَدَتْ ثَكْلَى ... تُكَفْكِفُ دَمْعَها القاني

وصِرنا كَي نَحُجَّ لها ... نُقَبِّلُ أَلفَ سُلطانِ

وباعُوا المسجِدَ الأقصَى ... وجاءَ الدَّورُ لِلدَّاني

بلادُ الرُّعْبِ أوطاني ... بِقَلْبِ الحِقدِ تَلقاني

فتَسْلَخُ جِلدَ قافِيَتي ... وتَقتُلُ فيَّ إنساني

سأُشْعِلُ (شِبْشِبي) ناراً ... لِأصفَعَ وَجْهَ سَجَّاني

وأَلْقَى الموتَ مَسروراً ... إذا ما الموتُ أحياني .
*************
--------------------------
* البيتان للشاعر الأستاذ فخري البارودي. 
** مؤامرة سايكس وبيكو،والتي رسمت على الورق حدودا قسَّمت الوطن العربي إلى فتافيت ودويلات متناحرة.
****************
بقلم: أحمد بن محمود الفرارجة.
البلقاء - 21/1/2016م

هناك تعليقان (2):

  1. http://njoomalarab.blogspot.com/2016/02/blog-post_10.html?m=1

    ردحذف
  2. أشكر الإخوة الأدباء القائمين على المجلة وبوركت جهودكم.

    ردحذف