الاثنين، 15 فبراير 2016

قصيدة غزل فوق الرماد .. للشاعر أبو سلطان الضهراوي

{غزل فوق الرماد}
                                                     (للشاعر أبو سلطان الضهراوي}
         ظني بهاروت...

1-ياسالباً مُهجتي  والرُّوحَ والحَدَقَا
    ياكاعباً نهْدُهُ في الصَّدرِ مَانَتَقَا

2-أغْرَقْتَنِي  في بُحُورِ  الوَجْدِ  أمْخُرُهَا
   في زورقٍ مِنْ رأى هذا الحَلَا غَرِقَا

3-أسْكَرْتَنِي ،ياكحيلَ، العينِ في مُقَلٍ 
   مِنْ خَمْرِهَا سَكِرَ  الفِنْجَانُ  وَانْزَلَقَا

4-أضْنَيْتَنِي يَاظَرِيفَ القَدِّ فِي غَنَجٍ
     رَأيْتُهُ تحتَ سِتْرٍ  قَبْلَمَا  نَطَقَا

5-نَظَرْتُ فِيكَ بِطَرْفِ العَينِ مُخْتَلِسَاً
    قلْ لِي بِرَبِّكَ مَنْ  مِنَّا الذي سَرَقَا ؟!

6-أوَّاهُ كَيْفَ بِسِحْرِ اللحْظِ تَأسُرُنِي 
    أَقْضِي زَمَانِي سَجِيْنَاً بَاكِيَاً  أَرِقَا؟!

7-إنْ  كَانَ  طَرْفِي  جَنَى  أوْزَارَ  فِعْلَتِهِ
    دَعْهُ يُقَاسِي البُكَا والسُّهْدَ وَ الوَدَقَا

8-لَكِنْ  فُؤادِي   لماذا   سِمْتَهُ   ألماً
    بِدُونِ  ذَنْبٍ  لَقَدْ  أَرْدَيتَهُ  مِزَقَا؟!

9-يَاأهْيَفَ  الخَصْرِ يَاطَيْفَاً  يُدَاعِبُنِي
     يَفُكُّ قَيْدَ  سُجُونِي كُلَّمَا  مَرَقَا!

10-وَجْهَ الجَمَالِ عَلَى وَرْدِ الخُدُودِ جَثَتْ
     خَيْلُ  الجَبَابِرِ  تَحْنِي  الرَّأسَ  وَ العُنُقَا!

11-يَانَبْضَ قَلْبِي تَرَفَّقْ  حِينَ    تَهْجُرُنِي 
      فَالْهَجْرُ يُزْرِي بِقَلْبِ المَرْء  إنْ خَفَقَا!

12-فِيْكَ الوَدَاعَةُ وَ الإينَاسُ قد سَكَنَا
    مَاكُنْتُ أَعْلَمُ فِيكَ الطَّيْشَ وَ النَّزَقَا

13-وَمَاسَمِعْتُ عَلَى طُولِ المَدَى أَبَدَاً
     بِأنَّهُ كَانَ يَغْشَى الوَرْدَ وَ الحَبَقَا

14-يَا مُتْلِفِي  قُلْ   بِحَقِّ   اللهِ   تَعْبُدُهُ
     مِنْ سِحْرِ عَيْنَيْكَ كَمْ مِنْ زَاهِدٍ أَبَقَا؟!

15-سَلَبْتَ مِنِّي هُدُوئِي وَالنُّهَى عَرَضَاً
    يَالَيْتَ طِيبَ الأقَاحِي مِنْكَ مَاعَبَقَا!

16-أوَّاهُ  مِنْ  جِئْتَنِي  صُبْحَاً   تُكَلِّمُنِي
    هَلْ فُوكَ هَارُوتُ فِيهِ السِّحْرَ قَدْ نَمَقَا ؟!

17-ظَنِّي بِهَارُوتَ إنْ يَوْمَاً يَمُرَّ بِكُمْ 
     يَلْقَ  طَلَاسِمَهُ  حِبْرَاً  جَفَا  وَرَقَا

18-وإنْ تَعَلَّمَ  مِنْكُمْ  بَعْضَ سِحْرِكُمُ
     يَفُوقُ مَارُوْتَ  فِي سَبْقٍ إذَا اسْتَبَقَا

19-يَاعِظْمَهَا  وَقْعَتِي يَومَ التَقَيْتُ بِكُمْ 
      كَبَتْ جَوَادِي وَسِكِّينُ الهَوَى خَزَقَا!

20-يَاشَاغِلَ الرُّوحِ قُلْ كَيفَ السَّبِيْلُ إلى
      بَدْرٍ  نُجوم  السَّمَا   تحتاطه  بُرُقَا؟!

21-وإنْ بِهِ  غَدَرُوا  يَوْمَاً  وَعَنْهُ  نَأَوْا 
      فَلَيْسَ ظَافِرُهُ  يَحْظَى  بِغَيْرِ  شَقَا

22-مَنْ ذَا يَطُولُ أَمِيْرَاً  فِي السَّمَا  قَمَرَاً
      مَهْمَا بَكَى يُكْثِرُ التَّحْدِيقَ وَ الملَقَا

23-سَالَتْ دُمُوعِي وَكُنْتُ الدَّهْرَ أَحْبِسُهَا
     يَا وَيْلَتَاهُ   فِإنًّ   العِشْقَ   قد   طَرَقَا

24-يَامُسْهِرِيْ  بِحُسَامِ  الشَّوقِ  تَقْتُلُنِي 
     وَفَأسُ  حُبِّكَ  عَمْدَاً  قَارِبِي  خَرَقَا 

25-يَا قَاتِلِي  فِي بِعَادٍ  مِنْهُ  يُؤلِمُنِي 
    لِمَ  النَّوَى  يَاهَزَارَ   القَلْبِ بِيْ سَمَقَا

26 -لِي  فِي  الغَرَامِ   فُؤَادٌ  أَنْتُمُ دَمُهُ
    لاتَمْنَعُوا  مَنْ بِكُمْ  شِرْيَانُهُ   دَفَقَا

27-مَازِلْتَ  غَضَّ  الصِّبَا وَالعُمْرُ أَوَّلُهُ
     أعْطَاكَ رَبِّي سِنِينَ الدَّهْرِ ثُمَّ  رَقَى

28-لَاتَقْتَرِفْ   قَتْلَتِي   بِالبُعْدِ   مُجْتَرِئاً
   حَبلُ الجَوَى مِنْ نَوَاكُمْ أحْكَمَ الحَلَقَا

29-فَالأمْرُ  فِي يَدِكُمْ  واللهُ  قَاهِرُنَا
     والقَتْلُ فِي شَرْعِهِ وِزْرٌ لِمَنْ زَهَقَا

30-حَذَّرْتُكَ اليَومَ ذَبْحِي يَا أسَى وَجَعِي
      يَامَنْ  بِدُونِ العَصَا بَحْرَ الهَوَى فَرَقَا!

31-أدْرِكْ بِوَصْلٍ لِقَلْبٍ تَاهَ فِي لَغَبٍ
      مِنَ الغَرَامِ  وَمَنْ  أضْنَاهُ  مَارَفَقَا

32-يَالَيْتَنِي   قَبْلَ  هَذَا  مِتُّ  مِنْ  زَمَنٍ
     وَفَوقَ جِسْمِي الثَّرَى قَبْلَ اللقَا طَبَقَا

33-وَلَيْتَ قَلْبِي كَصَمِّ الصَّخْرِ قَسْوَتُهُ
      فَمَا أَحَبَّ  وَلَا وَجْدٌ بِهِ   صَفَقَا!

34-أَوْلَيْتَ بَلْوَى الهَوى فِي الحُبِّ تَمْزِقُكُمْ
      كَمَا هَوَاكُمْ  فُؤَادِيْ  بِالنَّوى   مَزَقَا

35- أَوْلَيْتَ  رَبَّ  السَّمَا بِالحِلِّ  يَجْمَعُنَا 
     سُبْحَانَهُ  هُوَ  بالإعْجَازِ  قَدْ  نَطَقَا

2016/1/13

شرح مفردات:
(7)الودقا:إحمرارٌ يصيب العين أو حبة تنبت في العين
(14)أبقا:هرب(من زهده)
(25)سمقا:شمخ
(31) في لَغَبٍ:في أشد أنواع التعب

هناك تعليقان (2):

  1. http://njoomalarab.blogspot.com/2016/02/blog-post_15.html?m=1

    ردحذف
  2. قلْ لِي بِرَبِّكَ مَنْ مِنَّا الذي سَرَقَا ؟!

    6-أوَّاهُ كَيْفَ بِسِحْرِ اللحْظِ تَأسُرُنِي
    أَقْضِي زَمَانِي سَجِيْنَاً بَاكِيَاً أَرِقَا؟!

    7-إنْ كَانَ طَرْفِي جنى أوْزَارَ فِعْلَتِهِ
    دَعْهُ يُقَاسِي البُكَا والسُّهْدَ وَ الوَدَقَا

    ردحذف