الخميس، 4 فبراير 2016

قصيدة في ذكرى وفاة أبي .. للشاعر توفيق حلمي

في ذكرى وفاة أبي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
أنَا ابْنُ مَنْ رَصَّعَتْ أشْعَارُهُ الفُصْحَى**
 وَصَاغَ مِنْهَا قَوَارِيرًا بَنَتْ صَرْحَا
مَا كُنْتُ أقْرِضُ بَيْتًا وَاحِدًا أبَدًا **
 لَوْلا قَرِيضٌ بِدِيوَانٍ لَهُ أوْحَى
رَأيْتُ فِيهِ عَجِيبَ الحَرْفِ مُؤتَلِقًا ** 
وذَاكَ شِعْرِى بِهِ مِنْ نُورِهِ لَمْحَا
يَا مَنْ تُسَائِلُنِي عَنِّي وَلَيْسَ أبِي **
 أنَا الَّذِي أشْرَقَتْ بِي شَمْسُهُ صُبْحَا
انْظُرْ لِقَدْرِي لِتَدْرِي قُدْوَةً دَفَعَتْ **
لأجْتَبِي مَا اجْتَبَتْ فِي دَرْبِهَا نُجْحَا
قَبَسْتُ مِنْ فِكْرِهِ نَزْرًا فَكُنْتُ أنَا ** 
 بِالفِكْرِ تَجْرِي خُيُولِي فِي الدُّنَى ضَبْحَا
وَمَا انْتَصَرْتُ لَهُ إلا لِقَامَتِهِ ** 
وَلَوْ تُحَتِّمُ أنْسَابِي نَصْرَهُ فَتْحَا
وَإنْ أرَدْتُ لَأزْجَيْتُ القَصِيدَ هُنَا ** 
فِي مَدْحِ حِلْمي وَلَكِنْ هَلْ أفِي مَدْحَا
وَمَنْ يُقَطِّفْ عُلُومًا لَا أُعَدِّدُهَا ** 
 يَكُنْ مَدِيحُ بُعَيْضٍ مِنْ عِلْمِهِ  قَدْحَا
فَلَيْسَ سُؤدَدُهُ فِي الضَّادِ مَنْبَعُهُ ** 
 بَلْ مَحْضُ رَوْضٍ أتَى مِنْ نَهْرِهِ طَرْحَا 
قَدْ كَانَ جَامِعَةً تَمْشِي عَلَى قَدِمٍ ** 
تَحَارُ مِنْ جَمْعِهِ مَا يُعْجَزَ الشَّرْحَا
حَدِّثْ بِلَا حَرَجٍ مَنْ ذَا يُطَاوِلُهُ ** 
 فَكَمْ تَوَاضَعَ وَاسْألْ رُوحَهُ صَفْحَا
أَسْمِعْ بِهِ عَلَمًا وَافْخَرْ بِهِ قِيَمًا ** 
وَلَا تُتِحْ لِخُشُوعٍ فِي ذِكْرِهِ  كَبْحَا  
طَوْدٌ بِهَامَاتِهِ يَسْمُو إلَى أُفُقٍ ** 
وَالسُّحْبُ فِي أفْقِهِ لَمْ تَبْلُغِ السَّفْحَا
بَحْرٌ يُمُوجُ بِفُلْكٍ مِنْ َمَعَارِفِهِ ** 
وَلَيْسَ يَغْشَى اللآلِي مَنْ طَفَا سَبْحَا
نَعَمْ أقُولُ لِكُلِّ النَّاسِ ذَاكَ أبِي ** 
 وذَا أنَا بَعْدَهُ أقْفُو لَهُ صَدْحَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق