في ذكرى وفاة أبي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
أنَا ابْنُ مَنْ رَصَّعَتْ أشْعَارُهُ الفُصْحَى**
وَصَاغَ مِنْهَا قَوَارِيرًا بَنَتْ صَرْحَا
مَا كُنْتُ أقْرِضُ بَيْتًا وَاحِدًا أبَدًا **
لَوْلا قَرِيضٌ بِدِيوَانٍ لَهُ أوْحَى
رَأيْتُ فِيهِ عَجِيبَ الحَرْفِ مُؤتَلِقًا **
وذَاكَ شِعْرِى بِهِ مِنْ نُورِهِ لَمْحَا
يَا مَنْ تُسَائِلُنِي عَنِّي وَلَيْسَ أبِي **
أنَا الَّذِي أشْرَقَتْ بِي شَمْسُهُ صُبْحَا
انْظُرْ لِقَدْرِي لِتَدْرِي قُدْوَةً دَفَعَتْ **
لأجْتَبِي مَا اجْتَبَتْ فِي دَرْبِهَا نُجْحَا
قَبَسْتُ مِنْ فِكْرِهِ نَزْرًا فَكُنْتُ أنَا **
بِالفِكْرِ تَجْرِي خُيُولِي فِي الدُّنَى ضَبْحَا
وَمَا انْتَصَرْتُ لَهُ إلا لِقَامَتِهِ **
وَلَوْ تُحَتِّمُ أنْسَابِي نَصْرَهُ فَتْحَا
وَإنْ أرَدْتُ لَأزْجَيْتُ القَصِيدَ هُنَا **
فِي مَدْحِ حِلْمي وَلَكِنْ هَلْ أفِي مَدْحَا
وَمَنْ يُقَطِّفْ عُلُومًا لَا أُعَدِّدُهَا **
يَكُنْ مَدِيحُ بُعَيْضٍ مِنْ عِلْمِهِ قَدْحَا
فَلَيْسَ سُؤدَدُهُ فِي الضَّادِ مَنْبَعُهُ **
بَلْ مَحْضُ رَوْضٍ أتَى مِنْ نَهْرِهِ طَرْحَا
قَدْ كَانَ جَامِعَةً تَمْشِي عَلَى قَدِمٍ **
تَحَارُ مِنْ جَمْعِهِ مَا يُعْجَزَ الشَّرْحَا
حَدِّثْ بِلَا حَرَجٍ مَنْ ذَا يُطَاوِلُهُ **
فَكَمْ تَوَاضَعَ وَاسْألْ رُوحَهُ صَفْحَا
أَسْمِعْ بِهِ عَلَمًا وَافْخَرْ بِهِ قِيَمًا **
وَلَا تُتِحْ لِخُشُوعٍ فِي ذِكْرِهِ كَبْحَا
طَوْدٌ بِهَامَاتِهِ يَسْمُو إلَى أُفُقٍ **
وَالسُّحْبُ فِي أفْقِهِ لَمْ تَبْلُغِ السَّفْحَا
بَحْرٌ يُمُوجُ بِفُلْكٍ مِنْ َمَعَارِفِهِ **
وَلَيْسَ يَغْشَى اللآلِي مَنْ طَفَا سَبْحَا
نَعَمْ أقُولُ لِكُلِّ النَّاسِ ذَاكَ أبِي **
وذَا أنَا بَعْدَهُ أقْفُو لَهُ صَدْحَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق