طَلاوةُ الحِلم
عَطَفَ المَلامَ علـى الثَنـاءِ صُـدودا
وأَزاحَ عَــنْ ثَـغـرِ الـوِئـامِ خُــدودا
وأَطلّـتِ الشَحـنـاءُ تُبـصِـرُ حَظَّـهـا
مِـنّـا وقــد أيـسَـتْ فَكُـنّـا الـعـيـدا
قَـد أزَّ فــي جَنبـيـهِ مِـرجَـلُ نَـبـرَةٍ
خَرَجتْ تَطيشُ مِنَ النُفوسِ بَعيدا
أو نَظـرَةٍ مِـنّـي تَـجـوسُ فَـضَـاءهُ
قَلـقَـاً فَـأوجَـسَ رِيـبـةً وَجُـحــودا
مَالـي أُراجِـعُ فِيـهِ أحيـانـي الـتـي
سَبَقتْ فَأضـرِبُ بِالكُفـوفِ جَديـدا
كُـنّـا فَـكـانَ الـمِـلـحُ فـــي آلامِـنــا
شَـهـداً وَ خُـبـزُ النـائِـبـات ثَـريــدا
يَتَكسرُ الصَلصَـالُ مِـن أعبـاءِ دُن-
يـتـنـا فَنَـصـهَـرهُ بِـنــا الـجُـلـمـودا
كُـنّـا وثالِـثُـنـا الـدَيـاجـي أقـبَـلـتْ
كَـمَـداً فَنُظـهِـرُ لـلـوَرى التَحـمـيـدا
ونُغـالِـبُ الـدُنـيـا يَـشُــدُّ إصَـارَنــا
مَــا كــانَ مِــن ودٍ يَـفِــلُّ حَـديــدا
كـم جَـدّت الأوهـامُ تُثنـي جَمعَـنـا
فَنَزيـدُ فـي عُــرفِ الإخــاءِ بُـنـودا
مَا جَاسَ في سـوحِ الوِفـاقِ تَكَـدّرٌ
إلا ويَــرفُــضُ قَــيــدهُ التَـقـيـيـدا
تَتَلـعـثـمُ الآثـــامُ فــــي إنـكـارِهــا
قـلـبـاً تَـضَـمّـخَ بِـالـوَفـاءِ عَـمـيــدا
إنّـي أرى أمسـي يُحاصِـرُ مُهجَتـي
بِـالـمَـنِّ حـتــى خِلـتـنُـي مَـفـقـودا
فَتَسَلّقـتْ روحـي تُفيـقُ مَـدارِكـي
بِفَمـي فَكُنـتُ الشـاهـدَ المَشـهـودا
أصَديقَ أنفاسـي التـي مَـا أتعَبـتْ
إلاكَ هَــــل مِــــن حُــجَـــةٍ لأذودا
خُذني بَقايا الأمسِ أَغلِـقْ حُجتـي
فَلَـقـد عَـرفـتُ جِنايـتـي تَـحـديـدا
إنْ كانَ مِن حُكمٍ فَطِـبْ نَفسـاً بِـهِ
ذَنبـي تَقلّـبَ فــي رِضَــاك جَـريـدا
حَـتّـامَ يُشغِلُـنـا الخِـصَـامُ تَهافُـتـاً
للظَـنِّ ، حَسبُـكَ مَـن يَقِنـتَ أكيـدا
وحدي سَأُحجِمُ عَن مُعاقَرةِ النوى
فـي الهَـجـرِ ألا أرتضـيـكَ وَحـيـدا
وَلَسوفَ يُسمِعُكَ الحَنيـنُ فَظاظَـةً
أقصِـرْ فَقـد جَـاوزتَ فيـهِ حُـدودا
يا صاحِ أنِّبْ ما استَطعـتَ لقاؤنـا
يُهديـكَ مِـن طيـبِ الـورودِ ورودا
مَــا الـوعـدُ إلا نابـضـيـنِ تَعـانـقـا
فـأتـى الـزَمـانُ بِجمعِـهِـمْ مَـولـودا
الحِلـمُ مِنـكَ عَلـى الأنــاةِ طَــلاوةٌ
تَهمي فتُنبِـتُ فـي القُلـوبِ عُهـودا
والشـوق فـي كَلَـفٍ يُـبَـشُّ لِـذكـرِهِ
والوصـلُ أجـدَرُ أنْ يَكـونَ مَجيـدا
معين الكلدي
http://njoomalarab.blogspot.com/2016/02/blog-post_11.html?m=1
ردحذف