الثلاثاء، 9 فبراير 2016

قصيدة غصون الياسمين .. للشاعر مجد أبو راس

غصونُ الياسمينِ
كيف يغفو بزهرهِ الياسمينُ
والشذا في أعماقهِ يستكينُ
ما لأوراقهِ ذَوَتْ و سناهُ
فاترَ الطَّرْفِ أرْهَقَتْهُ الشُّجونُ
أَ فَماتَتْ أجِنَّةُ الزَّهرِ فيهِ
فَنَمَا حولهُ الشقيقُ الحزينُ
أمْ تُرى لاحَتِ السماءُ بِبَرْقٍ
ما تَلَتْهُ منَ السحائبِ جُونُ
فَغَدَا ظَمْآنَ الحشا تَعْتَريهِ
شهْقَةٌ شاختْ من صداها السنينُ
أو كأنَّ الندى اسْتحالَ جحيماً
فوقَهُ أو كأنَّ فيهِ أُتونُ
أسْرجتْ حِمْلَها الليالي عليهِ
وَاعْتَلَتْهُ فَادَّارَكَتْهُ الغصونُ
وَاسْتَبَدَّ الحنينُ بالجذرِ منهُ
لِثَرىً كانَ فيهِ ينمو الحنينُ
أيها العاشقونَ للشَّام هيَّا
بَدِّدُوا الوهنَ إنّما الوهنُ هُونُ
واعْقُدوا العزمَ واسْتَعِدُّوا لِحَربٍ
وَاجْعَلُوها بدرِيَّةً ﻻ تهونُ
وَادْخلوا البيتَ مثلَ أوَّلِ عهدٍ
وَاسْحقوا رأسَ مَن بها يستهينُ
إنها شامُ الياسمينِ نما فيها
وأنتم للياسمينِ غصونُ
حكمةُ الياسمينِ قد علَّمَتْنا
أنّما المجدُ بالفدا مرهونُ
علَّمَتنا على المدى كلماتٍ
مشرقاتٍ قامت بهنَّ القرونُ
قد تَوَالَدْنَ في عُرى الدهرِ صُمَّاً
ﻻ يُدانى في مبتغاهُنَّ دِينُ
إنّما العيشُ في الورى غايةٌوال
مجدُ إمّا نكونُ أو ﻻ نكونُ
قمْ شِكِسْبيرُ قُلْ لهم أننا -
-أصحابُ حقٍّ بِربنا نستعينُ
وَاسْتَخِرْ نابِليونَ هل قام فينا
فوق هذا الثرى الزّكيِّ هجينُ
قُمْ شكسبيرُ وَاعْتَلِ المِنبرَ -
الخفَّاق فيهم فإنّ قومَكَ دُونُ
مَلَّكوا الهود أمرهم واستكانوا
لِقوى الشّرِّ في الورى لِيكونوا
قم ونادِ اليهودَ في كلِّ أرضٍ
قل لهم أن ذكرَهم ملعونُ
جعلوا التِلْمودَ المُلَفَّقَ يُتْلى
في نوادي إيرانَ حيثُ المُجونُ
وهُمُ السّائرون خلفَ سرابٍ
لِخُلودٍ لم تَسْتَبِنْهُ العيونُ
إن في أصفهانَ ينمو مسيخٌ
ودَّ أﻻّ يقامَ في الأرضِ دِينُ
قدَّس النار واصطلاها اعتباطاً
وَدَعا دونَ الله ما هُوَ دُونُ
وتوارى بِبُرْدَةِ الدين لمَّا
ظهرَ الإسلام الحنيفُ المبينُ
قدّسَ الآلَ فِرْيَةً واتِّقاءً
وادَّعى الغيبَ وهْوَ عنهُ ضنينُ
و دعا في السرِّ انتقاماً براهُ
وأباح الدماء حقدٌ دفينُ
فرعى الأمشاجَ التي آذَنَتْنا
بحروب يمدُّها صهيونُ
فَغَريبٌ قد آزرَ الضعْفَ فينا
وقريبٌ بنفسهِ مفتونُ
وشياطين الغربِ لم تأْلُ مكراً
وكذا الروسُ مثلهم والصينُ
سوف يلقَوْنَ حتفَهُم ذاتَ فجرٍ
ويغنّي للعائدينَ السنونو
إنها الشامُ وَلْتَقُلْ لِنزارٍ
ما توانتْ تحبُّهُ ميسونُ
شاعِرُ الَّنيرب مجد ابوراسْ


هناك تعليقان (2):

  1. http://njoomalarab.blogspot.com/2016/02/blog-post_75.html?m=1

    ردحذف
  2. http://njoomalarab.blogspot.com/2016/02/blog-post_75.html?m=1

    ردحذف