قصيدة الفجر للشاعر عارف عاصي

الْـفَجْـرُ 

====

يَا فَجْـرُ

يَا أَمَـلَ الحَيَارَىَ فِي دِيَـارِ الْـمُتْـعَبِينْ

كَمْ سَافَرَتْ فِيكَ الْقُـلُوبُ

رَجَاءَ نُـورٍ يَسْـتَـبِـيـنْ

قَـدْ هَـزَّهَــا

شَـوْقُ الْحَـنِيـنِ عَـلَى الْمَــدَى

حُـلُمٌ تَطَاوَلَ بُعْـدُهُ

بَحْـرٌ تَــمَـادَى جَـزْرُهُ

زَهْـرٌ طَوَىَ أَوْرَاقَـهُ

نَجْمٌ هَوَىَ فِي الْغَابِـرِينْ

والْحُـرُّ جُـرْحٌ نَازِفٌ

يَأْسَىَ وَقَـدْ قُطِعَ الْـوتِيـنْ

============

يَا فَجْـرُ

يَا هَـمْسَ الْحَـيَـارَىَ

فِي اسْتِـبَـاقِ الضَّوْءِ

فِي حَـلَـكِ السِّـنِــيـــنْ

يَا بَـسْمَةً لِصَبِـيَّـةٍ

عَضَّتْ شِفَاهَ الْـحُـزْنِ

فِـي لَـيْـلٍ ضَنِينْ

وَالـدَّمْعُ مِنْ دَمِهَـا أَنِـيـنْ

تَبْكِي امِّــحَـــاءَ الْكَوْنِ عِنْدَ شُجُونِهَـا

كَانَتْ لَهَا اﻷَمَالُ فِي غَـدِهَا اﻷَمِينْ

مِثْـلَ المَلاكِ بِوَجْهِهَا

أَوْ كَالفَـرَاشِ بِــدَلِّـــهَــــا

بِـــبَـــرَاءَةٍ

تَـشْكُـو الضَّيَاعَ وَقَـدْ غَـدَتْ

تَـرْجُـو اﻷَمَانَ لَـدَى الْخَــؤُونْ

واﻷُفْـقُ أَغْـلَـقَ بَابَهُ عِنْدَ الظَّلامْ

والْـبَـابُ طَــيْــرٌ أَسْــوَدٌ

وجَـنَـاحُـهُ الْـمَــأْفُــــوُنُ

يَـهْــطِـــلُ بِـالْـمَــنُــونْ

===============

يَا فَجْـرُ

كَمْ نَـاجَتْــكَ فِي اللَّـيْـلِ الأَمَـانِي المُثْـقَـلَةْ

تَـشْـكُـو الدُّجَى والْـقَلْبُ تَـحْتَ المِـقْـصَـلَـةْ

و خَـرِيـفُـهَــا الْـموَبُـوُءُ يَـسْـتَــبِــقُ الْـرَّبِـيعْ

و خَـمَـائِـلُ الأَحْـلامِ تَـرْوِيـهَـا الـدُّمُـوعْ

تِـلْكَ الدِّيَـار وقَـدْ خَـلَـتْ مِـنْ عَـامِرِينْ

مَـاعَـادَ مِـنْ قَـيْـسٍ يُـقَـبِّـلُ ذَا الــجِــدَارْ

قَــدْ بَــاعَ لَــيْـلَى واشْـتَــَرَى

ذُلَّ الْـحَـيَـاةِ لَــدَى الصِّــغَــارْ

أَتُــرَاهُ يَــحْـمِـي ذَا الْـجِـدَارَ و ذَا الْجِـدَارْ

قَـدْ بَـاعَ فِـي سُـكْـرِ الْـهَـوَى عُـمَّـارَهَـا

و اسَّــاقَـطَـتْ أَحْـجَـارُهَـا فَـوْقَ الْـجَـنِـينْ

والْـبُـومُ يَـعْــبَــثُ بِـالضُّـلُـوعْ

والْـغُـولْ رَاعٍ لِلْـقَـطِـيــعْ

تِـلْكَ الأَوَامِـرُ صَـاغَـهَا

إنْ رُمْـتَ أَنْ تَـحْـيَا أَمَـانـا يَـافَـتَى

طَـأْطِـئْ جَـبِـيـنَـاً كَالْـجُـمُـوعْ

و ارْفَـعْ مَـدِيـحِـي كَالْـوَلُــوعْ

سَـارِعْ فَـتَـحْـتَ نِـعَـالِـنَـا زَحَفَ الْجَـمِـيـعْ

و اطْـرَحْ سُـمُـومَ كَـرَامَـةٍ

إِنَّـي الإِلَـهُ إِلَــهُ كُـلِّ الْـخَـائِـفِـيـنْ

لَـهَـجَـتْ بِـذِكْـرِي أَلْـسُـنُ لِلْـمُـرْجِـفِـينْ

الْـجَـاعِـلِـيـنَ الـرُّعْـبَ دُسْـتُـورَ الْـحَـيَـارَى الْـبَـائِـسِـيـنْ

===============

يَا فَجْـرُ

يَـا إِشْـرَاقَـةٌ تَــلِـدُ الصَّبَاحْ

عَسَرَ الْمَخَاضُ وَشَاقَـنَا ذَاكَ الْولِـيـدْ

يَمْحُـو الظَّلامَ وَيَرْسُمُ الـنُّـورَ الصَّرَاحْ

فَـلَـقَـدْ نَسِـيـنَا فِي الدُّجَىَ لَـوْنــاً لِعِــيـدَ

فَـلَعَـلَّ يَـوماً يَـزْهُـو بِالشَّــدْوِ الْـمُـبَاحْ

ويَـعُـودُ لِلْــكَـوْنِ الأَمَـانْ

وَتُحَـرَرُ الزَّهَـرَاتُ مِـنْ أَسْـرِ الْخَـرِيفْ

وحَـمَائِمُ الأَدْوَاحِ تَهْـدِلُ مِـنْ جَـدِيـدْ

والْـبَـدْرُ يُرْسِلُ مِنْ ثَـنَايَا

الْغَـيْـمِ نُـورَ هِدَايَةٍ لِلْـتَــائِهِينْ

فَيُـبَـدِدُ الظُلُـمَاتِ

يُـنْجِي الْـكَـوْنَ مِنْ ظُلْمٍ لَعِيـنْ

ويَـكُونُ فَجْرُ الْمُخْلِصِيـنْ

الرَّاكِعِينَ السَّاجِدِينْ

الـرَّافِـعِـيـنَ أَكُـفَّــهُـمْ لله رَبِّ الْـعَـالَـمِـيــنْ

والْحَقُّ يَعْلُو فِي ذُرَىَ الأَكْوَانِ وَضَّاءَ الْجَبِينْ

=======================

عارف عاصي

الأحــــد

12/ 05 / 1437

21/ 02 / 2016