الخميس، 11 فبراير 2016

قصيدة بريد الشيب .. للشاعر د. علي ربيع محمد

ــــــــــــــــــــــــــــــ بريد الشيب ــــــــــــــــــــــــ
...............................
لقد نصل الدجى وغفا الحبيبُ *** وآب أخو التنائي والغريبُ
 وأنت.. على السهاد تشدّ رحلًا ! ... وتحدوك المشارق والغروب
أصبٌّ في الهوى أصماك سهمًا؟! *** فقلبك في الغرام له طَرُوبُ
لعمرك ما سباني وصل ظبيٍّ **** ولا الألحاظُ والكفّ الخضيبُ
وما أنا والغرام وذاك سيف *** على فَوديّ جرّده المشيبُ؟!
وكنت إذا دعوا ... من للمعالي؟ *** طربت.. فهل لها غيري أريبُ؟
 كأن البرق في العزمات يسري *** وفي الكفّ الفؤولُ لها دبيبُ
فتىً .. قد صاول الأمجاد كُشْفًا *** فأشرق بالعزيمة ما يَغيبُ
فأفتل.. في ذرا غُرُب المعالي *** وأعرج.. في السماء ولاااا.. أؤوب
وتسجد في محاريبي القوافي *** فيتبعني النجيب أو النّقيبُ
فواهاااا.. الأربعون تدقّ بابي **** تناديني .. رفيقي .. هل تُجيبُ؟!
تقول: إذا حللتُ بساح قوم ***  تنادمني المواهنُ والندوبُ
فَنَصْلُ السهم وشْمَتُه بياضٌ *** وحدُّ السيفِ وسْمَتُه شُّحوبُ
هل انسلّ الشبابَ؟؟! وذاك خِدنٌ *** لَسِينٌ في حَنى قلبي خطيبُ
يقاسمني المدامة في سروري *** ويندبني إذا كانت خطوبُ
أيجديني فراري من زماني *** فيبقيني صبيًّا لا أشيبُ؟!
(وما أدري ولست إخال أدري) *** أأقطعها... وتقطعني الحقوبُ؟
وأفنيها وتفنيني الليالي ***     كبدر الليل يمحقه السروب (1)
وكيف...؟! وقد أُكِبّ الدهرَ عرشٌ *** وشُتِّت سامرٌ وفَنَى صليبُ
وكيف....؟ تقول أمرح في شباب *** وليس على وكائنها زغيبُ
وهذا النجم في الآفاق يحكى *** لِمَات الشَّعْر فضّضَها المغيبُ
ثلاث شدائد وهنت بزندي *** بنياتي .. وأمي .. والحبيب ..
هم الفلذات في الأكباد دبّت *** لوقع الحب في قلبي وجيبُ
فهااا .. هيض القوادم والخوافي *** وخلّاني العواتق والجنيب
....
حَنَنتُ كما النّياقِ بغير بوٍّ *** فهذا الشام في عظمي يُذيبُ
تؤرقني ورودٌ زاكيات ..... *** على جفني يُفتّتها الّصليب
ونار للمجوس صلت ببدري *** وقد صمت الأباعد والقريب
فذاك كفاك ! ... والقدس المعنّى؟ *** وليلى بالعراق لها نحيبُ؟
 أزيدك تي ... فثالوث الأثافي **** يمانُ العلم تُصليه الحروبُ
 فلو كان المعري في زماني *** لخانته اللوازم والنسيبُ
فما بالي أقول وقد دهاني *** وعند الخطب يرتجّ الخطيبُ ؟!
بنات الدهر تنطق عن لساني *** كما فَسَرَت عن البُكْم الذُّروبُ
وليس القول من جُنّانِ شعري *** فقد ولّت وما عادت تثوبُ
لذا .... آليت أن الموت خيرٌ *** وأن القبر لي صدرٌ رحيبُ ***************  وقلت لرب أوزعني بشكرٍ *** فإني في جَنَابِكمُ رغيبُ *****************ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) السروب: السير في خفية.


هناك تعليق واحد: