. رقعة شطرنج....
من لي بِعَينٍ عن الأكدارِ تُسْليني
.........وذاتِ جفنٍ حَصينِ الدمعِ ضِنِّينِ
تُشاغلُ القلب عن شجْوٍ ينازعه
.........وتُقنعُ النفس ليس الأمرُ يَعْنيني
يبقى السَماع حبيس الظن رتبته
..........أما المشاهدُ من أقوى البراهينِ
لا باركَ الله تلفازاً يسوقُ لنا
........ما ليسَ يخطرُ في بال الشياطينِ
مَنْ أَرخَصَ النفسَ والرّحمنُ كَرّمها
..............حتى تُدنّسَ باسم الله والدِّينِ
لَئنْ يُهدَّم بيت الله أهونُ منْ
..............نفسٍ تُراقُ فما بالُ القرابينِ
ذَكرْتُ أيّامنا في مُرِّها عسلٌ
..........في صيفها بَرَدٌ،صيفٌ بكانونِ
وكيف كنّا دِنانُ الشَّاي تجمعنا
......وتُردفُ الكأسَ كأساً لستَ تُعفيني
تُصافحُ الغيمَ أصواتٌ لنا صَدحتْ
........وليس نسألُ عن أصلٍ وتكوينِ
وأنت يا أنت كيف اليوم تُنكرُني
........وتكسرُ اليوم كاساتي وتُظميني
أنا وأنت ببحرٍ لا قرارَ له
......يُرْديكَ نفسُ الذي في القاعِ يُرديني
بِتْنا بيادقَ شَطْرنجٍ تدور بنا
.....حيناً إلى الغربِ أو شرقاً إلى حينِ
بلْ إنَّنا كُرَةٌ والكلُّ يركلها
......أيَّ المَراميْ رمتْ بالقلب ترميني
فأعظمَ الله أجري فيك يا وطني
..........وأنتَ أعظمُ أن يَعنيكَ تأبيني
بنى لك اللهُ عزّاً نستظلُّ به
......وليسَ عنكَ جنانُ الكونِ تغنيني
يحيى كريج