الأحد، 31 يناير 2016

قصيدة رقعة شطرنج .. للشاعر يحيى كريج

. رقعة شطرنج....

من لي بِعَينٍ عن الأكدارِ تُسْليني
.........وذاتِ جفنٍ حَصينِ الدمعِ ضِنِّينِ

تُشاغلُ القلب عن شجْوٍ ينازعه 
.........وتُقنعُ النفس ليس الأمرُ يَعْنيني

يبقى السَماع حبيس الظن رتبته
..........أما المشاهدُ من أقوى البراهينِ

لا باركَ الله تلفازاً يسوقُ لنا
........ما ليسَ يخطرُ في بال الشياطينِ

مَنْ أَرخَصَ النفسَ والرّحمنُ كَرّمها
..............حتى تُدنّسَ باسم الله والدِّينِ

لَئنْ يُهدَّم بيت الله أهونُ منْ
..............نفسٍ تُراقُ فما بالُ القرابينِ

ذَكرْتُ أيّامنا في مُرِّها عسلٌ
..........في صيفها بَرَدٌ،صيفٌ بكانونِ

وكيف كنّا دِنانُ الشَّاي تجمعنا
......وتُردفُ الكأسَ كأساً لستَ تُعفيني

تُصافحُ الغيمَ أصواتٌ لنا صَدحتْ
........وليس نسألُ عن أصلٍ وتكوينِ

وأنت يا أنت كيف اليوم تُنكرُني
........وتكسرُ اليوم كاساتي وتُظميني

أنا وأنت ببحرٍ لا قرارَ له
......يُرْديكَ نفسُ الذي في القاعِ يُرديني

بِتْنا بيادقَ شَطْرنجٍ تدور بنا
.....حيناً إلى الغربِ أو شرقاً إلى حينِ

بلْ إنَّنا كُرَةٌ والكلُّ يركلها
......أيَّ المَراميْ رمتْ بالقلب ترميني

فأعظمَ الله أجري فيك يا وطني
..........وأنتَ أعظمُ أن يَعنيكَ تأبيني

بنى لك اللهُ عزّاً نستظلُّ به
......وليسَ عنكَ جنانُ الكونِ تغنيني

يحيى كريج

السبت، 30 يناير 2016

قصيدة كلمات واضحة للشاعر حسن منصور

كلمات واضحة
أَبـَداً لــنْ تَسكُـتَ ألْحـانِي || أبَـداً لَـنْ أقْــمـعَ وُجْـــدانِي
إنّي لــن أحْــرقَ أشْـعــاراً || قـيلَتْ في حُـبّ الأوْطـــانِ
وطَـني مــا كانَ مُــتاجَــرةً || في سـوقِ الشِّعرِ الرّنـّان
وشُعـــوري ليسَ مُـــراءاةً || يَستَجْــدي عـطفَ الإخْوانِ
هُـوَ في قـلبي نَبْـضٌ يَحْيا || يَـتَـوقّـــدُ مِـــثـلَ الـنّـيـرانِ
وَطَـني سَـكَــنٌ: أمٌّ وأبٌ || وفَُـــــؤادٌ حـــــانٍ آوانـــي
ونـداءٌ عـــذْبٌ أيْـقَـظَـــني || ونَـشـيدٌ شَــــنَّـفَ آذانِـي
ومَــعـانٍ أحْفَـظُـــها طِفْـلاً || صُــوَراً تَحْــيا في الأذْهـــانِ
نَفَحـاتٍ تُنْعِشُ إِحْساسي || وتُـتَـــوِّجُ رَوْعَــــةَ إيِمــــانِي
نفَــحـاتٍ تَحْـمِــلُ أصْـــداءً || مِن صَــوتٍ مــلْءَ الأكْـــوانِ
مِن ماضٍ يَحيا في نفْسي|| وصَـداهُ يَبـعــثُ أشْــجــانِي
وطَـــني لا أبْصِـرُهُ وَثَـنـــاً || مَــــعْــبـوداً بَـيْــنَ الأوْثــــانِ
لــكِــنّي أبْـصِـــرُهُ ذاتـــي || وَهـويّـتَـــهــا فـي الأقْــــران
وأُجَـــرِّدُهُ مِـمَّــنْ يَـبْـغـي || وَيُـدَنِّــسُـــهُ بِالـطُّـغْـــــيــان
لِيظَـلَّ جَـميلاً في عَـيْـني || يـزْهـو بِفِــعـــالِ الـفُـرْسـانِ
أعْــتـزُّ بــهِ، بِمَــعـــالِــمِــهِ || بِـمـــآثِــرِهِ فــي الأزْمــــانِ
هلْ يُمكِنُ نِسْيانُ الْماضي || هـل يُمْـكنُ إِغـفــالُ الآنِي
هَلْ يُمْكنُ أنْ أنْسى أمَلاً || وغـــداً سَـتَـراه الـعَــيْـنـانِ
فـغَدي والْحـاضرِ والْمـاضي || أشْـياءٌ فَــوقَ الـنِّـسْـيـان
هَـلْ يُمْـكـنُ وَأْدُ مَسَـرّاتِي || هَـلْ يُمْـكنُ مَـحوُ الأحْــزانِ
وبِـدونِ مَـكانٍ فـي الدُّنْـيــا || هَـلْ يُمْكنُ عَيْـشُ الإِنْسانِ
وَطــني دُنْـيـايَ بـهِ أحْـيــا || كَـهَــزارٍ عــاشَ بـبُــسْـتــانِ
يَـتــنَـقّــلُ فـيـهِ مَـسْــروراً || ويُـعــانِـقُ كـلَّ الأغْــصــــانِ
أفَـلا أَحْـمــيــهِ إِنْ هَــبَّـتْ || رِيـحٌ وعَــواصِــفُ أضْــغـــانِ
أمْ تَـطـلُبُ مِنّي أنْ أغْــدو || نَـذْلاً يَــرْضــى بالإِذْعــــــانِ
أمْ زمّـــاراً وَلــــهُ وجْــــــهٌ || يَـهــوى تَغــيــيـرَ الأَلْـــــوانِ
أمْ تطلُبُ أنْ أغْـدو حَـجَـراً || مَــوْتِي وَحَـــيــاتِي سِـيّـانِ
وَطـنـي تـاريــخٌ مَــوْصـول || بِـدمِ الأبْـطــالِ الشُّجْـعـــان
ســـأظَـــلُّ أُردّدُهُ دوْمـــــاً || وأُلَــقِّــنُـــهُ لِــلْــــوِلْــــــدان
لا آلـــو جَــهْـــداً أَرْويـِـه || لِـيَــعــــوهُ بـعــدَ الــقُــــرآنِ
قِــيَمٌ عِـشْنـا نـتَـعــلَّـمُــهـا || لا يَـنـْفــيـهــا فِــعـــلٌ ثــانِ
بلْ يُحْـيـيهـا وَيُـؤَجِّـجُــهــا || فـعــلُ الْمُــرْتَــدِّ الطَّـعّـــان
فالدّينُ الْحَـقُّ تُشاهِــــدُهُ || طَــوْداً في وَجْـــهِ الْكُـفْـرانِ
وَمُسَيْلَمـةُ الكذّابُ هَوى || مَــلْــعــونـاً عِــنـدَ الـدَّيـّـــان
*****************************
الشاعر حسن منصور 
[من المجموعة الثامنة، ديوان (في الدوامة) دار أمواج. عمّان. 2014م. ط1 ص20]

الجمعة، 29 يناير 2016

تتمّة قصيدة خبثٌ كل ما علا وضباح .. للشاعر عمار الشيخ

تتمة رائعة الشاعر عمار الشيخ  Ammar Alsheikh

 قصيدة  ★خبثٌ كل ما علا وضباح ★.. 

مِـنْ عُـهُوْدٍ وَنَـحْسَبُ المَوْتَ مَوْتَاً
فَـوَجَـدْنَـاهُ رَاحَـــةً حِــيْـنَ لَاحُــوا
.
أَيْـنَـمَا حَـلُّـوا حَــلَّ خَـطْبٌ وَهَـرْجٌ
وَخِــيَــانَــاتٌ مُــفْـجِـعَـاتٌ تُـــتَــاحُ
.
لا عــــراقٌ فِـــي رُوْحِـــهِ رَمَـــقٌ
يَـفْدِي شَآماً سَحَتْ عَلَيْهِ سِحَاحُ
.
وَيَـــمَــانٌ قَــــدْ بَــعْـثَـروهُ بِــلَـيْـلٍ
والـلَـيَـالي تَـغِـيْبُ فِـيْـهَا الـنِّـصَاحُ
.
أَطْـعَمُوهَا كِـلَابَ كِـسْرَى فَـضَلَّتْ
عَنْ هُدَاهَا وَاسْتَأْسَدَتْهُمْ فَصَاحُوا
.
فــــإلامَ الـغَـبَـاءُ والـخُـلْـفُ فَـيْـنـا
والـظُّـبـى فِـــي أَعْـجَـازِنَا تَـنْـداحُ
.
أَلْـبَـثُوا مِـصْـرَ فِــي لِـبَاسِ يَـهُوذا
وَاخْـتَـفَتْ فِـيْـهِ كَــي يُـتَـاحَ نِـكَاحُ
.
يَــــا لِــعَــارٍ قُــوَادُهَــا سَـلَّـمُـوهَا
بَـيْـنَـمَـا كَــانَـتْ لِـلْـعُـرُوبَةِ سَـــاحٌ
.
فَــسَـلَامٌ عَـلَـى بِــلَادِي سَــلَامٌ
كُـلَّـمَـا جَـــاؤوا رَوَّضُــوْنَـا وَرَاحُــوا
******
تَــرْزَحُ الأَرْضُ تَـحْتَ مِـخْلَبِ ذِئْـبٍ
يَـنْـتَـشِي بِـالـدِّمَـاءِ حِـيْـنَ تُـفَـاحُ
.
جُـوْعُ طِفْلِي الرَّضِيْعِ؛ أَفْنَانُ بَيْتِي
وزهـــوري صَــيْـدٌ لَـــهُ واجْــتِـرَاحُ
.
هُـــمْ ذُيُـــولٌ لَــهُ وَمَـهْـمَا تَـعَـدَّوا
لَا وَلَــنْ يُـعْـطَى لِـلـذِّيُولِ سَــرَاحُ
.
أَوْلَــمَ الـيَوْمَ فِـي دِيـارِي فَـجَاءَتْ
عَــادِيَـاتٌ مِـــنْ كُــلِّ فَــجٍّ ضِـبَـاحُ
.
وَحَّــدَتْـهُـمْ أَطْـمَـاعُـهُمْ فَـتَـنَـادُوا
وَخَـفَـايَـاهُمْ مِــنْ عُـهُـودٍ أَبَـاحُـوا
.
قَـاسَمُونِي خُبْزِي وَأَرْضِي وَمَائِي
وَهَـوَائِـي وَفِــي الـسَّـمَاءِ مَــرَاحُ
******
فَـتَـجَلَّى عَـلَـى الـوُجُـوْمِ وُجُــوْمٌ
وَتَعَالَى مِنْ صَمْتِ صَمْتِي الصِّيَاحُ
.
قَــتَــلَـتْـنَـا وَأَنْــهَــكَـتْـنَـا أَنَــــانَـــا
فَـمَـتَى أَيْـنَ كَـيْفَ يَـأْتِي الـرَّجَاحُ
.
مِــنْ سِـنِـيْنٍ وَنَـحْنُ نَـرْأَبُ جُـرْحَاً
لَا شِـــفَــاءٌ لِـنَـزْفِـهَـا لَا امْــتِـيَـاحُ
.
كَــمْ شَـهِـيْدٍ تِـلْـوَ الـشَّهِيْدِ بَـذَلْنَا
وَرُبُــــوبُ الـخِـصَـامِ فِــيْـهِ وِقَـــاحُ
.
لــن يــزول الـخـنا بـغـير الـوغـى
فـي سـاحهِ كـلّ مـن يزيح يـُزاح 

وَحِّــدُوهَــا وَأَشْـعِـلُـوْهَـا لَـهِـيْـبـاً
مِـنْ لَـهِيْبِ الـلَّهِيْبِ يَأْتِي الصِّفَاحُ
.
وَأَذِيْــقُـوا لِــلـرُّوْسِ صِـرْفـاً عَـذَابـاً
مَـــا أَذَاقَــتْـهُ قَــبْـلُ صِــرْفٌ وَرَاحٌ
.
خـبـروهـمْ إنْ وحـوحـتـهمْ ثـلـوجٌ
سَـوْفَ يَـأْتِي مِـنْ غَـيْرِ بَـرْدٍ وِحَاحُ
.
هَـــذِهِ شَـامُـنَا فَـيَـا رُوْسُ، أهــلاً
قَـــدْ أُعِـــدَّتْ أَكْـفَـانُكُمْ وَالـضِّـرَاحُ

ليـس فيـنا من يستطيبُ قتـالاً
كـل طفـلٍ عن أرضـه طـرمـاح
*****
هَــرَبَـتْ مِــنْ حُـرُوْفِـهَا كَـلِـمَاتِي
وَاسْــتَـقَـرَّتْ كَــمَـا أَرَادَتْ جِـــرَاحُ
.
كَـلِـمَـاتِي لَــوْلَا الـبَـنَادِقُ تَـبْـقَى
كَـلِـمَـاتٌ مِـــنَ الـشِّـفَـاهِ رحَـــاحُ
.
فَـاعْذُرُوْنِي حُمَاةَ أَرْضِي وَعِرْضِي
أَنْـتُـمُ الـشِّعْرُ وَالـقَوَافِي الـفِصَاحُ
.
أَنْـتُـمُ الأَصْــلُ وَالـصَّمِيْمُ بِـحَرْفِي
أَنْـتُمُ الـفَجْرُ فِـي غَـدِي وَالـصَّبَاحُ

الشاعر عمار الشيخ

قصيدة باب العروبة .. للشاعر عبدالله مياس

بابُ العروبةِ لا يُرَدُّ ويُطْبَقُ
ما دامَ نحنُ لهُ الذينَ نُطَوِّقُ
كم حاولوا إغلاقَهُ لكن نَسوا
مَنْ يفتحِ الأبوابَ نحنُ ونُغلِقُ
كم حاولوا أن يكسروهُ فيا ترى
هل يكسرُ البابَ الرَّصينَ الأخرقُ
دع عنكَ جيلًا حالُهُ يُرثى لهُ
إذ إنَّهُ يهوى الخمولَ ويعشقُ
إنَّ الضمائرَ تستفيقُ ولو مضى 
ما قد مضى مِنْ نومِها ما يُشهِقُ
لا تتخذ مما يُقالُ حقيقيةً
بل قُل هُنا شيئًا يُرى وَيُصَدَّقُ
إنْ كنتَ تخشى مِنْ رعودٍ لا تُرى
فالبرقُ أولى دونَ صوتٍ يصعقُ

ذاكَ العراقُ ومجدُهُ رَكِبَ العُلا
مَن مِنْ رجالِ المجدِ فيهِ سيسبِقُ
رَفعوا العراقَ -ومن سِواهُمْ -للسما
بسواعدٍ إصرارُها لا يَخْفِقُ
مَدَّ الذوارِعَ مِن ثراهُ لكي أرى
بينَ الغمامِ نخيلهُ يتألَّقُ
والطيرُ حولَ النَّخل يرسمُ مَسرحًا
فيدورُ حول النَّخلِ ثُمَّ يُصَفِّقُ
وعلى جبيني - رافعًا رأسي -يدي حتى لأنظُرَهُ هناكَ يُحَلِّقُ
أتكونُ كالشجر الطويل شُجيرةٌ
ويكونُ كالنخل العريق البندقُ
ما كنتُ أعلمُ مِنْ عظيمِ رجالِه
أنْ مِنْ جذورِ النَّخلِ هُمْ قد خُلِّقوا
هو كاللسانِ بأرضِهِ وتُرابِهِ
وحضارةٌ لو قد تُطيعُ ستنطِقُ
ذو المهجتينِ عذوبةً وحلاوةً
غيرَ الفراتِ ودجلةٍ لا يُعشَقُ
أمَّا الفراتُ فوجههُ مُتَبَسِّمٌ
لكنْ إذا غضبَ الفراتُ فقوا فقوا
لكنَّ دِجلَةَ..كالملوكِ طباعُها
عند الخصومةِ لا تَحِنُّ وتُشفِقُ

حبي كثيرٌ فيهِ فوضى مُزْعِجٌ
روَّضتُهُ عن كل حبٍّ يُرْهِقُ
لكنَّ حبي للعراقِ مُحَرَّرٌ
مِن مهجتي وبدونِ وَعْيٍ يُطْلَقُ زَأَرَ العراقُ بصوتِ صدامٍ 
فما نَبْحٌ يُلعثِمُهُ ولا مَنْ يَنْعِقُ
صدامُ يابْنَ المجدِ يا أسَدَ الوغى
يا بحرَ تاريخِ العراقِ.. وأعمَقُ
" اللهُ أكبرُ " رعرعتْكَ حروفُها
رَدَّدتَها بلسانِ عطرٍ تَعبَقُ
حتى وَقَفْتَ بها لَعَمْري صامدًا
مِنْ كلِّ صرحٍ فيكَ صخرٌ يَخفِقُ
ما زالَ ذكرُكَ قائمًا بحياتنا
ما زلتَ أنتَ الشمسُ دومًا تُشرِقُ
شَهِدَ الزَّمانُ بما نَطقْتَ شهيدنا
الغربُ يَشهَدُ ما رأَوْا والمَشرِقُ
اللهُ يعلم أَنْ رسَخْتَ لأجلهِ
أبشِرْ شهيدًا فالشَّهادةُ مَوْثِقُ
.
.
عبدالله مياس

قصيدة قبل الرحيل بساعتين .. للشاعر أحمد آل غبشة

قبل الرحيل بساعتين 

شَرِبَتْ معي فنجانَ قهوتها 

وقالت لن أكون هنا 

وراح الحزن يكتبُ عُذرَها 

بالدّمع فوق الوجنتين 
               ***

ذهبَتْ وغشَّاها ضبابُ البُعدِ 

واتّصلَتْ خيوطُ ظِلالِها 

بسواد خصلتها ولفَّهُما الظَّلامْ 

وأنا ومن يوم اعتذار الحُسن 

عمّا كان يمنحه لعينيْ 

لا أنام 
                  ***

وطنٌ من الأحزان أسكنه ويسكنني

ويمحوني ويكتبني

 فتندلع القصيدةُ

طعنة في الرّوحْ 

وأنا كقلب غرامها المذبوح 

أبكي دماً لفراقها وأنوح
                     
                   ***

كانت هنا كالشمس يغسلُ نورُها

حزني ويَلثمُ صُبحُها أوجاعي

وتضمُّني منها ابتسامةُ وردةٍ

تُعطي وتحني روحها وتُراعي

وتقول ما يحلو 

وما يحلو 

بأمومة من طفلها تدنو 

                   ***

شرِبَ المساءُ جمالَها 

وتعلَّمَتْ منها الكثيرَ الأْمسيهْ

هي من إذا قالتْ

 تفتَّحتِ الشفاه بـ أُغنيهْ

                  ***

علّقتُ في يدِها مفاتيحَ الطفولةِ

مُذ كبُرتُ بِحبِّها 

وتركتُ وجهي تحت إمرَتِها 

تُضيفُ له ملامح

كانت تؤبجدني كما تهوى

وأخسر عالمي بحضورها

وأقول رابح

                  ***

من قال ان العشقَ تبرُدُ نارُه 

وتنامُ عنه الأمنياتُ ضُحاها

العشق كالطوفانِ كلَّ مدينةٍ

خضَعتْ لسُلطَتِهِ طغى ومحاها

ما زلت اقرأ كل ثانية

 واكتبها 

واحمل كوب شاي حبيبتي

وأقول هاكِ

يا اجمل امرأةٍ بذاكرتي 

ولا امراة سواكِ

هل ممكنٌ أن لا أكون أنا أنا

وكأنني وَهمٌ فما عادت مياهُ البحر 

تعرفني

ولا عادت شباكي

                    ***

كوني كما اختارَ المساءُ جميلةً

فأنا الّذي عشِقَ الجمالَ طويلا

وأنا المُحبُّ وبعض ما في أضلُعي

يَكفي ويروي بالقصائدِ جيلا

انا شاعر جداً

وانت جميلة جداً 

ولكن أين أنتِ

يا بُعدَ بيتكِ والسّماءُ حدودُه

وأنا الذي ما زال فوق الأرض بيتي

                   ***

خوفٌ يلوحُ على الوسادة 

حيث لا حلُمٌ به تأتينَ 

لا أملٌ لموعِدنا المُؤجَّل

لا اتِّصال ولا رسائل

صعبٌ أكونُ ولا تكونُ حبيبتي

صعبٌ أحاول ضحكتي 

والدمع سائل 
                  ***

خافي على قلبي الصَّغير فإنّهُ

لا يستريحُ سِوى على كتفيكِ

فأذا اشتكى منكِ الغيابَ فأنَّها

ستكون منكِ شكاتُه وإليكِ

أنا لم أزل ارمي لكِ الحلوى 

على شبَّاكِ طيفكِ 

حيث كنتِ هناك

أيّامَ كنتِ إذا حزنتُ 

تتمتمين بحرقةٍ

يا شاعري هيّا ابتسم لأراك 

                   ***

كان الغرامُ بنا كما لو لم تكُن

قِصصُ الغرامِ جميعها لتكونَه

نحن الّذين على رسائلِ حُبِّنا

دَرَسَ المساءُ علومَه وفنونَهْ

واليومَ أين انا وأنت ؟

وأين أين ..

لا شي مما كان 

يا حلماً تراه ولا تكاد تراهُ عينْ.

                      أحمد آل غبشه
                        ٢٩ يناير ٢٠١٦

قصيدة زفاف ... للشاعر د. علي ربيع محمد

زفاف
****************
حفيف الحرف أَغرَى بالتجافي**ونجم الليل مثل الفلك طافِ
تمدّدت السماءُ على أديمٍ** كماء البحر ماج بلا ضفافِ
فسبحان المليكِ بَنَى فسوّى** إليه يدول ميسورٌ وعافِ
وأجفانٌ تخَدَّدُ من سُهادٍ *****وألحاظٌ تَمَدَّدُ في التّغافي
تزاحمت الطيوف على فؤادي**فدُهْمٌ أو ملاحٌ أو صوافِ
تحجُّ بكعبتي غُررُ المعاني *** تعُجُّ على محاربيي القوافي
ترى الأنساك ما حجّت قريش** فترقص بالقوادم والخوافي
وتسعى بالفؤاد وصفو عقلي***وترمُل بين أركان الشِّغافِ
فتبدو ثيبٌ.. وتلوح بِكرٌ ****** تراودني بأثواب ٍ شفافِ
أَرُودُ ذوائق المثقاف فيها *****فيهزَجُ بين دعٍّ وارتشافِ
ويُنطقها.. يَسُوفُ العَرْف فيها**** فيكمن ثائرٌ ويثور خافِ
تُقَّبِلُني ويبسم لي لماها**** فأرجمها بآيات العفافِ
أأغشاها وليست لي بكفء*** ومسرورٌ يلوّح بالقطافِ؟!
وكم من شهرزادٍ ذات عيبٍ** ويسترها رقيق الثوب ضافِ
وكم غيداء دسّتها خدورٌ *** وريق رضابها صافٍ وشافِ
كشفتُ الخدرَ عنها ذات دلٍّ*** فأُمْهرُها تليدي أو طِرافي
أُزجّج حاجبيها مثل بَدْرٍ **** أُعطّرُ جيدها بالمسك سافِ
وأنثرها على الأطراس كَحلَى** فيلثمها يراعي بارتجافِ
فيركض خاطري ثَمِلًا ثراها *** فتنفجر الزمازم بالصوافي
فتتئم بالبنين وبالجواري **** وتسمح بعد أن كانت تُجافي
تُتابع بعد أن كانت عقيمًا**** وتُضحي بعد إِشماسٍ تُوافي
كمريمِ قد جَنت من غيرِ هزٍّ** وأهمى كفُّ سارة بالنِّطافِ
يخال المُستهام إذا تلاها *** مياه النيل شيكت بالسُّلافِ
قوافيها كنَغْماتٍ تحلّت **** بألحان الخُروجِ أو الرِّدافِ
نفاها نجلُ (قنبر) عن لحُونٍ**ونقّاها الخليل من الزَّحافِ
فلا يلفَي بها السَّيّاف فتقًا** كثوبٍ طرزته أكفُّ رافِ
ألا يا معشر النُّقاد إني ** منحت لكم رفادًا من كَفَافي
وصدرًا جُنْحُه الودُّ المُصفّى** وأقنى ليس يأبه للرّعاف
وظهرًا يستلذّ الجلد منكم *** يرى في النقد إتحاف اللطافِ 
أسوق الهدي معكوفًا إليكم** بلا رَفَثٍ وأبياتي خرافي
فإما أن تجيزوها فتزهو**** وإما أنْ تُردّ مع العجافِ
فلن تُستام سبع سنين دأبًا **** فكلُّ عشية يأتي زفافي
أقول أيا رهامي أمطريني** أصيح بوحي شيطاني.. عَزافِ
**************************
د/ علي ربيع

قصيدة وغدوت فرداً .. للشاعر عبداللطيف محمد جرجنازي

وغَدَوْتُ فَرْداً:
أحْـبَـبْـتُ حُـبـاً خـلـبـيّـا ... والـحُـبُّ ألـهـبَ جانبـيّـا
أحـبـبـتُ رَسْـــمَ خيالِها ... فـي خافـقــي وبـمُـقْلَتَـيَّـا
ورأيـْتُ فـيـهـا غــــادةً ... حـوراءَ تسْــبي الآدمِـيَّــا
نـَظَـراتُـهـا بَسَـــــماتُها ... ودلالُـهــا يـحْـبـــو إِلَـيَّـــا
وسِــــــــــهامُ عَـيْـنَـيْـهـا وَِرِقَّـــــةُ طَـبْـعِـهـا أوَّاه ُلَـيَّـا
قـامـتْ تَـمـيـسُ بِمَيْعَــةٍ ... وتـبـوحُ حَـرْفـاً يََـعْـرُبِـيَّـا
قــد أنْـشَـدَتْتنـي شِعْرَها ... والشِّـــعْرُأطْرَبَ مَسْمَعَيَّـا
حَـرْفـاً لـعــوبـاً بالهوى ... بسَـماعِهِ صِـرتُ الـشَّقِـيَّـا
وبـبـحةٍ فــي صـوتِـهـا ... وبـنـغـمَــةٍ صــار الشَّجِيَّـا
ثارَتْ جِـيـادُ مَشـاعِري ... وشَـــدَوْتُ شِــعْراً مُخْمَلِيَّا
فاخْضَوْضَلَتْ بدموعِها ... عَـيْـنُ الـتـي سَحَرَتْ عَتِيَّا
وأنــا بــــسِحْرِ بهائِـهـا ... قدْ صِرْتُ مَسْحوراً رَضِيَّا
كَلَّـمْـتُـهـا بِـقَـصــائِـدي ... أقْسَــمْتُ قــدْ كـنـتُ الـوَفِيَّا
قالتْ عـواطِـفُ شـاعِرٍ... ويُــحِـــــبُّ حُــبــاً خُـلَـبِـيَّـا
قـلْـبـي تَـمَـزَّقَ بَـعـدَها ... وَغَـدَوْتُ فَــرْداً أَصْـمَـعِـيَّـا
#عبداللطيف_محمد_جرجنازي

الخميس، 28 يناير 2016

قصيدة حديث السحر ... للشاعر خالد حمدان

#حديث_السحر
--------------
بُـلِـيـتُ بـحُـبِّـهَا وتُـحِـبُّ غَـيْـرِي
فـلَيْتِي كُـنْتُ ذَا الـحُبَّ الـقَدِيمَا

ويــا لـيـتَ الـزَّمـانَ يـعـودُ حـتَّى
أكــونَ لـثَـغْرِها الـزَّاهِـي نَـدِيـمَا

أَتُــوهُ بـسِـحْرِ مـا خـطَّتْ وأَرجُـو
لوَ انِّي كنتُ فِي الشَّفتينِ مِيمَا

وضَـمّتني الـشِّفاهُ وذُبْـتُ شَوْقاً
وكــنـتُ خَـلِـيـلَها وكـــذا كَـلِـيمَا

وفـارقتُ السِّوَى وشَهِدْتُ ذَاتِي
بـعـيْـنَـيْـهَا فــحَــقٌّ أنْ أَهِــيـمَـا

وحَـــقٌّ أنْ أَرَى فـيـهـا وُجُــودِي
إذا أَحْــيـا الـهَـوى قَـلْـباً رَمِـيـماً

تَـخـافُ عـليَّ مِـنْ نـارٍ وتَـنْسَى
بــــأنَّ الــنَّـارَ أَهْـدَتْـنِـي نَـعِـيـمَا

فـقـلتُ لـها: أُحـبُّكِ مِـلْءَ قَـلْبِي
ولـو صَـيَّرْتِ لـي قَـلْبِي هَشِيمَا
ــــــــــــــــ
خالد حمدان

قصيدة أماني القلب .. للشاعرة راجية الرضا

أَمَاني القَلْبِ
*******
.
سَاقَتْ أَمَاني القَلْبِ حُلْمًا قَدْ بَدَا
.........لِلْقَلْبِ رِيَّ الرَّوْحِ سَلْسَالَ الصَّدَى
.
فَاسْتَلَّنِي مِنْ عَالمَيِ وكَأَنَّنِي
.........في عَالَمٍ بِالسِّحْرِ لِي قَدْ شَيَّدَا
.
أَنْسَاقُ شَارِدَةً ورِمْشِيَ شَاخِصٌ
.........تَجْرِي بِيَ الأَحْلامُ جَمْرًا أَرْبَدَا
.
أَرْنُو بِرِمْشٍ مُثْقَلٍ مُتَلَألئٍ
.........وعَلَى الشِّفَاةِ تَرَسَّمَتْ بَسْمٌ غَدَا
.
أَنْسَالُ في الأَحْلَامِ تُشْبِعُ مُهْجَتِي
.........وخَوَالجِي مَأْمُوْرَةٌ لِتُعَبَّدا
.
وَهْجٌ لَيَنْهَلُ مِنْ جَوَايَ مُحَـرِّقًا
.........أَنْفَاسُهُ الصُّعَدَاءُ نَارًا وَقَّدَا
.
والقَلْبُ يَشْدُو بِالرَّنِيْمِ نَشِيْجُهُ
.........ويَمِيْلُ يَقْطُفُ مِنْ عُطُوْرٍ مُسْعَدَا
.
أَجِدُ الأَمَانيَ نَاظِرًا طَيْفِي عَلَى
.........حَرٍ مِنَ الجَمْرِ المَشُوْقِ تَلَبَّدَا
.
فَأَسِيْرُ في الأَرْيَاضِ حَالِمَةً بِهِ
.........بَيْنَ الجَوَانِحِ يَحْتَوِيْنِي مُسْهَدَا
.
وكَأَنَّهُ ذَاكَ المَلَاكُ لِمُهْجَتِي
.........قَدْ بَاعَ كَوْنًا في سَبِيْلي مُفْرَدَا
.
يَرْنُو إلى عَيْنَيَّ يَسْبَحُ جَاهِدًا
.........ويَقُوْلُ أَنْتِ الحُلْمُ أَنْتِ المُهْتَدَي
.
ويُقَطِّفُ الأَزْهَارَ يَبْذُرُ مِثْلَهَا
.........لِيَزِيْدَ مِنْ وَرْدِ الصَّفَاءِ تَوَرُّدَا
.
ويَلَمُّنِي ومِنَ الشَّتَاتِ يَضُمُّنِي
.........ويُطَوِّقُ الأَشْوَاقَ أَنْ تَتَبَدَّدَا
.
في بَحْرِهِ أَنْسَاقُ أُبْحِرُ زَوْرَقِي
.........والسَّاعِدُ المَكْدُوْدُ قَدْ لَفَّ اليَدَا
.
ويُطَبِّعُ الهَامَاتِ مِنْ رَشْفَاتِهِ
.........ورِضَابِهِ يَنْسَالُ مِسْكًا أَعْوَدَا
.
وأَظَلُّ بَيْنَ الجُنْحِ سَاكِنَةً بِهِ
.........والعَيْنُ مُغْمَضَةٌ لِتَنْهَلَ مَوْرِدَا
.
فَلْيَكْسِرِ الأَسْوَارَ حُلْمِيَ عَلَّهُ
.........قَدْ يَسْتَعِيْضُ فَوَاتَ يَوْمٍ قَدْ عَدَا
.
.
الصَّدى : العطش ... أرْبدا : أقام ... تَلَبَّدَا : تكاثف ... مُسْهَدا : يقظ .حذر
أَعْوْدا : أرْفَق . نافِع
.
.
شعر\\ راجية الرضا \\ منال
26 \ 1 \ 2016
*************

قصيدة نهر الفردوس .. للشاعر حسام كريّم

......( نهر الفردوس ) ......
.
جمّعتُ همّي في سحابِ توجّعي
مُلئت سمائي ثمّ غارت أدمعي
.
وانساقَ مع تلك النّوائبِ مركبٌ
ومحمّلٌ بنداءِ من لم يسمعِ
.
إذ صبَّ نهرُ الظلمِ عند ضميرهم
ما من ضميرٍ يا دموعي فارجعي
.
فيكونُ نهرُ اليأس جاء ملاقياً
فيشكّلُ النهران شطَّ الموجعِ
.
فغزارةُ الآهاتِ فاقت دجلةً
فكأنّها في القلبِ ضربةُ مدفعِ
.
لكنَّ رغمَ قساوةٍ في إثرها
تدوي بصوتٍ خافقٍ متمنّعِ
.
واشتدَّ مجرى مَوجعٍ حتى لقى
نهرَ الدماء مرافداً في منبعِ
.
تلكَ الدماءُ تباعدت ثمّ اعتلت
قالت سأصعدُ للسماء فودّعِ
.
أرخى صفاءُ الرّوحِ ريحَ تطيُّبٍ
جعلت من الأحزانِ كلَّ تمتُّعِ
.
ومن السّماءِ تبثُّ نوراً ساطعاً
فتبخّرت منهُ نوائبُ مَوجعِ
.
وتقول خذ هذي الأمانةَ واحمِها
إن الشآمَ بأهلِها لم تُقمَعِ
.
كثرت مطامعُ من يمرُّ بشامنا
فاستفتحوا بسيوفِ من لم يطمعِ
.
.
حسام كريّم

قصيدة يا أمتي .. للشاعر أحمد المصري

بسم الله الرحمن الرحيم 

_______يا أمتي 

أيا أواه لو نفع الفصيح 
لأعلي الصوت اصدحه أصيح 

وبعنا بعد خالدنا سيوفا ً
فصار النصرُ احلاما تلوح 

ولن تلقا النعاج ُلدى عدو ٍ
سوى السكين ُيرقبها الذبيح  

وجلُّّّ فعالنا اضحت دعاء
بغير طهارة ٍندعو نصيح

فيا ذل َّّّ السباع بغير ناب ٍ
كما الجثمان ُولّت عنه روح

كتاب الله علـّّّمنا فــــــــلاحا
فدرب النصر معـروفٌٌ صريح

بحبل الله اعتصموا تفوزوا 
وحبل الله ممدودٌ مليح

نفاقٌ بات يطفو ثم يطغى 
إلى الفّّّـسّّاق كم يشدو المديح

أضعنا درب عزتنا ونمنا 
مضاجع خصمنا لـِـيـنٌ مريح

يَظُن الكفر ان الحق ولـّّّى 
لعمر الحق لا ما مات نوح 

سيطفو فوق عاليها ويسمو 
سفين الحق قال بذاك لـَوح

إذا اشتد ّ َالظلام بدا  قريبًا 
شروق ُالشمس والفجرُ الصبوح 

فكم مرت جحافلهم وولـّّت 
حصيد ٌخامدٌ سفّته ريح

صراعُ  الحق مذ ما كان طينا 
عدو الإنس لا لا يستريح

فطوبى ثم طوبى إن هُدينا
فدرب الحق , ريحان ٌ ورَوح

وماضر َّ الحقيقة َ إن جفاها 
جميع ُالناس أخراهم ضريح 

ويبقى الحق مابقيت ليالي 
لدى الديان ما سترت مسوح

وما عبثا خلقنا إذ  حساب
سيُنصَف ُفيه مظلوم ذبيح

فإن حاز الظلوم ديار  منجا
تساوى الخسر والعمل الربيح

ألا والله إن العدل ربح 
حمى الأوطان والفعل النجيح 

جميع الناس لو كفوا أذاهم 
ترى البلدان عرفانا تفوح

جزيت الخير سيدنا نبيا 
رسول راحم بر نصوح

_______أحمد المصري 8 \ 2015

قصيدة حديث الروح .. للشاعرة ختام حمودة

فــارَ الْـحَـنينُ وَ وَجْــهُ الـنُّورِ مِـشْكاتي

وَاسْتَحْكَمَ الحُبُّ في قَلْبي وَفي ذاتِي

قَــــدْ  كـــانَ ظِــلّـكَ هَـبَّـاتٍ تُـبـارِكُـني

تَـــــرُدُّ  عَـــنّــي مَــزامـيـرَ الــضَّــلالاتِ

وَقَــفْــتُ سَــيْـحَــًا بِــأَبْــوابٍ مُـغَـلَّـقَةٍ

حَـتَّـى اسْـتَـهَلَّتْ مَـغـاليقُ الْـمَـتاهاتِ

أنَّـى تَـأَمَّـلْـتَ تَــأْتِ * الــرُّوحَ مُـعْـشِبَةً

فـــي  كُــلِّ زاوِيَــةٍ ضَـمَّـتْ مـسـافاتي

فَـأنْـتَ وَحْــدُكَ عِـنْـدي حـينَ تَـغْمُرني

كَــأســاتُ  عِــشْـقٍ وَ أوْرادٌ بِـخَـلْـواتي

مَــريـدَةٌ هـــا أنـــا مــا زالَ يَـهْـمسني

هَــوَى الـمَـشُوقِ وَأجْــراسُ الـصَّباباتِ

دَفْــقُ الـشُّـعورِ تَـجّلَّى فِـيَّ يَـسْرِدنُي

حَتَّى شَطَحْتُ وَسَجَّى العِشْقُ أبْياتي

رُوحـي سَـتَبْقى إلـى الأنْـوار تَعْرُجُ بِي

لِـتَـسْـتَظِلَّ  بِــعَـرْشِ الْـحُـبِّ غَـيْـماتي

وَسَـوْفَ تَـبْقى لُـحُونُ الـشَّوْقِ يَـعْزِفُها

حَــنـيـنُ  جِــــذْعٍ عَــلــى آه الـرَّبـابـاتِ

يـا  مَـنْ تُـعيدَ الْـهَوى مِـنْ ضِـلْعِ مَـيتَتِهِ

وَأنْـــتَ أنْـــتَ ضِــيَـاءٌ فــي الـسَّـموات

أسْـعِفْ مَـريدًا رَحَـى الأشْـواقِ تَطْحَنهُ

وَسَـرْمِـدَ الـحُـبَّ خَـيْـطًا مِـنْ عَـباءاتي
..............
شعر ختام حمودة ( حديث الروح)

#البحر البسيط.

#أنَّى , من أدوات الشرط الجازمة ، التي تجزم فعلين مضارعين .

الاثنين، 25 يناير 2016

قصيدة موسى الشآم وموسى بني إسرائيل .. للشاعر د. علي ربيع محمد

(موسى الشآم، وموسى بني إسرائيل)

****************

أَصاحَ البينُ.. واشتطّ المَزارُ؟        وغَام الدّربُ.. وانْتُزِفَ القَرارُ

         وجافاك الأباعدُ والأدانِي          فــلا عُـــــرْبٌ  تَحِــنُّ ولا تَتَارُ

يصبّ الجارُ في أذنيه وقرًا          فيَصْلِمها التضرّعُ والجُؤَارُ

   فيَهذِي بالفِرَى ويغضُّ طرفًا        كخفّاشٍ  يراهِقُــــه النّـــهارُ

      تَواثَبَ بالإدانة بعد شَجْبٍ          كوَثْبِ الخِبِّ ســــاورَه الفِرارُ

    أعيروني ثيابًا.. لم يُجيبوا..        فدثّرني الصقيـــــعُ أو الغُبَارُ

ترى الأمراءَ عُريًا في ثيابٍ      فلا رَتَقَ الخِصافُ ولا الزِّرارُ

فليس الثوبَ أسمالٌ وطِمرٌ        بل الثوبَ المحامدُ والنُّجَارُ

      طرَقتُ أُناشِد اللؤماءَ قوتًا         فدعّتني  المـــوائدُ   والدِّيارُ

وصدتني المدائنُ عن مداها       ووحشًا أفغرت فاها القفارُ

عجبت!.. الجَفنُ يُغرقني دموعًا        وضِلْعُ الصّدرِ يحرقها الأُوارُ  

كأنّ الكون يَخْشَى نارَ غيظي        فيحذرُ أن يوجِّجَه الشَّرَارُ    

فيُهميك  الثلـــــوجَ  أو الرّزايا         وتُدميكَ الظعائنُ والصغارُ.    

      فإمّا خُطّتا غَرقٍ وحرقٍ             فبئس الغِبُّ.. أعذبُه مرارُ!!

  وإمّا أن تتيه علي الصحاري          وإمّا أن يُكَفِّنك  الـــدّمــــارُ

فزعت لأهون الأمرين شرًّا         على خَدّي تهاتنت الغِزار  

مَخْرتُ بمركبي لُججَ الفيافي         وبسم الله ترسو أو تُدارُ    

وخُضْتُ بِمفَئدِي حُججَ القوافي       تباكيني القصائدُ والقِصارُ      

  فنبض القلب كان لها شراعًا         ودمع العـــــين تزجيها بحارُ

    كموسى بعد مدين إذ سراها          فـــــوافته النّبــــــوة واليَسارُ

وليس إلى النبوة كنت أسري          وهل بعد النبيّ لها يُسَارُ؟!  

فما بالي يئزّ البردُ حولي؟         وتغشانِي المساغبُ والفِقارُ؟

    وناداه المليكُ: بظلّ طُورٍ           وذابَ على ذُرا صوتي الطِّوارُ

ويخلــــع نعلِــــه للقاء ربٍّ           ويخلع عزّتي خِبٌّ خُوَارُ         

ويؤنسه على مرآه نورٌ            ويَفلِقُ في مَرايايَ العِثارُ 

وموسى وَاثَب الرجّافَ ضَربًا         وجَوْزي فيه..رفقٌ واصطبارُ     

فَشُقَّ الماءُ من حَوليه قَصرًا           فكان عُبابَ لُجته الجِدارُ       

فما بالي استحال البَحرُ رَمْسًا          ومقبرتي الطّحالبُ والغَضَارُ     

     وكم بالبحر فرعونٍ وموسى             كما فيـــــــه اللالئُ والمَحَارُ!! 

      على أنّ البلاءَ دليلُ صدقٍ           أُعـِـــــزَّ به النبيّــــون الكــبارُ

بناتُ الدهر تَخْطِبُنا جميعًا        وما يُرجَى نكاحٌ أو جِــــــوارُ

فتُرْغِمنَا السِّفاحَ بلا فِراقٍ       وعُرسُ العُمْرِ كان لها مِهارُ   

فمن يُصبِحْ بسَعْد يبكِ ليلًا            ومن يسعد بليل فالبِكَارُ    

ترى السُّوَّاسَ كالفِرقين صُفَّا             فكافورٌ يُرى أو شَهريارُ       

فما  من بينهم صُلّاحَ دين         ولا قُطُزٌ يكون ولا عِمَارُ    

وأخلاقُ العباد على اختلافٍ ..         زئيرٌ.. أو عواءٌ.. أو خُــــــوَارُ  

فلا تُلقِ الرجاءَ على عبيدٍ        سِيَانَ الخائنون ومن أجاروا  

لنا ربٌ تسامى في جلال         على رحماته تسري السّفارُ  

**************************

د/ علي ربيع


الأحد، 24 يناير 2016

قصيدة نيزك الذكرى .. للشاعر معين الكلدي

بعض ذكرياتنا أفضل من كل ما يمكن أن يحدث لنا ثانيةً. ( ويللا كاثر)

نيزك الذكرى  ,,

أرى لَكِ أطلالاً بِها العَدُّ يَعتّدُ
تُراوِحُ جَزراً في عُيونٍ هِيَ المَدُّ

تَغيبينَ لا ندري أدهراً نَجوزُهُ
 فَيرمُقنا الجَوزاءُ في حيرَةٍ تَبدو

نُسامرُ جَمرَ الشَّوقِ والقَهوةُ الهَوى
 نُعَتِّقُها طَيفاً فَيُعتِقُنا الوِجدُ

نُغنّي حِكايات المُسجّى بِخِلِّهِ
 رويداً لئلّا يُغمِضَ الخافِقَ السُهدُ

حَبيبين كُنّا لو تَمَطّى بِحُبِهِ
 سُهيلٌ لأدناهُ بِمَفرقِكِ العِقدُ 

ألا سلّمَ الله الضُلوعَ حَسِبتها
 حَديديةُ الأرَكانِ ذوَّبَها الفَقدُ

نُجنُّ إذا جَنَّ الهوى في مَدارِنا
 وهل في جَوازِ الحَدِّ للعاشِقِ الحَدُّ ؟

عَرفتُهُ إنساني وَنفساً تَفوقُهُ
 فَترغَبهُ روحي وَيَمنَعُها الجِلدُ

وأكتمُ أنفاساً تُخالطُ عِطرَهُ
 فيُخرِجُها فيما اعترى اللهفَةَ البُدُّ

على نَيزكِ الذِكرى تَحطُ دُجنَّةٌ
 مِنَ الوَقتِ يُطفئها مِنَ الخَافقِ البُعدُ

نَخيطُ مِنَ الأنواءِ خَيمةَ ذِكرِكُمْ
 بِها النورُ بَرقُ الحُبِّ والآهَةُ الرَّعدُ

تَجيئينَ في قَلبٍ يُشَقِقهُ الأَسى
 فَيبُعثُ مِنْ أنحاءِ عَاشِقكِ الوَردُ

تَغيبينَ عَنْ قلبٍ فَيَفلَقُهُ الرَّدى
 كأني حَياةٌ مُبتغى عَيشِها الوأدُ

فَليتكِ والأجفانُ هاجتْ بِبَحرِها
 تَحرّككِ الأشجانُ والمَركَبُ الودُ

وليتكِ إذ أودعتني الهَجرَ بِعتُهُ
 بِوصلٍ وَكانَ الجَحدُ للهاجِرِ الحَمدُ

يُغرِّبنا بُعدٌ لَهُ القُربُ قُبةٌ
 بِمشرِقِنا والضِدُّ في غَربِنا الضِدُّ

حَنانيكِ لو تَدرينَ ما يُورِقُ المُنى
 بعُمركِ ، هذا الوصلُ والمُقلةُ الشَهدُ

فلا تتركي عَهدي الذي قد مَلكتِهِ
 وإنَّ الوَفاءَ العَهدُ إنْ طُلِبَ العَهدُ

معين الكلدي