الجمعة، 29 يناير 2016

قصيدة باب العروبة .. للشاعر عبدالله مياس

بابُ العروبةِ لا يُرَدُّ ويُطْبَقُ
ما دامَ نحنُ لهُ الذينَ نُطَوِّقُ
كم حاولوا إغلاقَهُ لكن نَسوا
مَنْ يفتحِ الأبوابَ نحنُ ونُغلِقُ
كم حاولوا أن يكسروهُ فيا ترى
هل يكسرُ البابَ الرَّصينَ الأخرقُ
دع عنكَ جيلًا حالُهُ يُرثى لهُ
إذ إنَّهُ يهوى الخمولَ ويعشقُ
إنَّ الضمائرَ تستفيقُ ولو مضى 
ما قد مضى مِنْ نومِها ما يُشهِقُ
لا تتخذ مما يُقالُ حقيقيةً
بل قُل هُنا شيئًا يُرى وَيُصَدَّقُ
إنْ كنتَ تخشى مِنْ رعودٍ لا تُرى
فالبرقُ أولى دونَ صوتٍ يصعقُ

ذاكَ العراقُ ومجدُهُ رَكِبَ العُلا
مَن مِنْ رجالِ المجدِ فيهِ سيسبِقُ
رَفعوا العراقَ -ومن سِواهُمْ -للسما
بسواعدٍ إصرارُها لا يَخْفِقُ
مَدَّ الذوارِعَ مِن ثراهُ لكي أرى
بينَ الغمامِ نخيلهُ يتألَّقُ
والطيرُ حولَ النَّخل يرسمُ مَسرحًا
فيدورُ حول النَّخلِ ثُمَّ يُصَفِّقُ
وعلى جبيني - رافعًا رأسي -يدي حتى لأنظُرَهُ هناكَ يُحَلِّقُ
أتكونُ كالشجر الطويل شُجيرةٌ
ويكونُ كالنخل العريق البندقُ
ما كنتُ أعلمُ مِنْ عظيمِ رجالِه
أنْ مِنْ جذورِ النَّخلِ هُمْ قد خُلِّقوا
هو كاللسانِ بأرضِهِ وتُرابِهِ
وحضارةٌ لو قد تُطيعُ ستنطِقُ
ذو المهجتينِ عذوبةً وحلاوةً
غيرَ الفراتِ ودجلةٍ لا يُعشَقُ
أمَّا الفراتُ فوجههُ مُتَبَسِّمٌ
لكنْ إذا غضبَ الفراتُ فقوا فقوا
لكنَّ دِجلَةَ..كالملوكِ طباعُها
عند الخصومةِ لا تَحِنُّ وتُشفِقُ

حبي كثيرٌ فيهِ فوضى مُزْعِجٌ
روَّضتُهُ عن كل حبٍّ يُرْهِقُ
لكنَّ حبي للعراقِ مُحَرَّرٌ
مِن مهجتي وبدونِ وَعْيٍ يُطْلَقُ زَأَرَ العراقُ بصوتِ صدامٍ 
فما نَبْحٌ يُلعثِمُهُ ولا مَنْ يَنْعِقُ
صدامُ يابْنَ المجدِ يا أسَدَ الوغى
يا بحرَ تاريخِ العراقِ.. وأعمَقُ
" اللهُ أكبرُ " رعرعتْكَ حروفُها
رَدَّدتَها بلسانِ عطرٍ تَعبَقُ
حتى وَقَفْتَ بها لَعَمْري صامدًا
مِنْ كلِّ صرحٍ فيكَ صخرٌ يَخفِقُ
ما زالَ ذكرُكَ قائمًا بحياتنا
ما زلتَ أنتَ الشمسُ دومًا تُشرِقُ
شَهِدَ الزَّمانُ بما نَطقْتَ شهيدنا
الغربُ يَشهَدُ ما رأَوْا والمَشرِقُ
اللهُ يعلم أَنْ رسَخْتَ لأجلهِ
أبشِرْ شهيدًا فالشَّهادةُ مَوْثِقُ
.
.
عبدالله مياس

هناك تعليق واحد: