الجمعة، 1 يناير 2016

نبوءة بين سِنة وسَنة ... للدكتور علي ربيع

(نُبوءة بين سِنةٍ وسَنِة)
****************
تُنبّينِي ظلالُ العامِ.. نَفثًا أزّ في نَفْسي
وقد غَارتْ نجومُ الأَمْسِ بالرَّمْس(1) 
فهُزَّ إليكْ
بجِذعِ النّخلةِ البالي 
يُدِرُّ عليكْ .....
سنينَ عِجافْ..
وجوْرًا قد تأزّر في رِدَا إنصافْ
وتيجانًا على أنْصافْ..
واُسْدًا تشتري الأدغال بالصفصافْ..
وغِزلانًا بلا خِدْرِ..
بأطفالٍ على الرجّافْ(2)
تكلَّمُ من خلال المهدْ 
فكان البحر أخدودًا لهم لا خَدْ 
أيا مفتي الأنامِ.. أَنَامَ أطفالي؟! وإنْ وُئِدوا، فهل قُتلوا ارتدادًا؟ أم تراهم حدّْ؟ 
وهل حدًّا يكون الوئد؟
فصاح: نعَم!! كيونسَ...
في ظلام الّلحدْ
ينادي سيّدَ الأكون والألطافْ

****
سنين عِجافْ
كسبْع مَهًا بلا ضَرعٍ ولا إِنْطافْ
وليس على مزاد القوم من يوسُفْ.. 
يخيطُ القدَّ لا يكْشفْ
فعاثت في حنايا القوم كي ترعاهْ
تَخيطُ الهُدبَ والأفواهْ..
تُذيب الجلد بالنّسِّ(3)
تجُزُّ اللحم بالنّهسِ
تحُزُّ العظمَ بالسّكّينْ..
بلا حطينْ
تُديلُ (الحا) وتبقي (الطينْ)
وأختامًا
بأيدي الجنِّ من إبليسْ..
أدارَتْها على روْدٍ 
تودُّ لوَ أَنّه يطفو... كمَوْرِ العِهْنْ..
إلى بَلقِيس
ليُضحي مُطرِقًا يبكي...
بلا قُدسٍ ولا قِدِّيسْ
بلا وسمٍ ولا أصياف
****
سنين عجافْ..
وسبعَ مِئينَ..
جلاّدينْ
جرواْ بالنّحْسِ والبَخْسِ
ذهبتُ أظنُّهمْ – يوْمًا- عصى موسى سَتُجري العينَ بالبَجْسِ
فكانوا السّامريّ إذا عصى موسَى..
ففاضت عينهم بالإِفكِ والرّجسِ
بثوْرٍ كاذبٍ خوّارْ...يَعُجُّ جُؤارْ
بلا حرْثٍ ولا إدْرارْ..
غَدَواْ تُجّارْ... بسوق الوهم والنّخْسِ
أذاعوا النّصر وَهْمًا من فم البُوق
ولُبسِ الشَّارِ والمُوقِ(4) 
بترديد القيان الخِصْرَ والأجيادِ والسّوقِ  
بِلا مُهرٍ ولَا أسيافْ..
ومَن يستَافْ(5)
يُقادُ ضحىً بلا (عُمَرٍ) إلى (مسرورْ)
وحينئذٍ يَشي (الحجّاجُ): حان قطافْ
******************
سنين عجاف
أنا يوشعْ.... فتى موسى ... أنا من أحملُ الأنوان والتابوت(6)
أسائلُ أيّها (الخَضِرُ)
..................
وهل (خَضِرٌ) يظلّ على مدى الأعصار أم سيموت؟!
رأوه على ذُبابِ السيفِ يحتضرُ
على شفتيه غام اللفظُ يبتدرُ...
تُرجّونَ انْكشاف الهمّ والغمّ...وبالدّمِّ!!
فكلكمُ بني (الأَشترْ) ... غَزا (عُثمانْ)(7)
ولم يَعبَرْ.. بما في الصّدر مِن قرآنْ(8)
وكلُّكُمُ غَدَا (حُرْقوصْ) (9)
يقولُ: اعدلْ، لمن زكّاه مولاهُ، ومن في القول لا يُعذَل..
وفي مَعْزِلْ...وناديتم على (نوحٍ) تعالى انزلْ
ليَغرقَ في لَظى الطوفان!!
سنرفعُ راية القرانْ...
ستعلو راية القرانْ

****************************************************

د. علي ربيع محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الرّمْس: القبر.
(2) الرجّاف: البحْر.
(3) النّس: الدّلك والتحريك الشّديد، والنهس: النّهش.
(4) المُوق: حذاء غليظ يُلبس فوق الخفّ.
(5) يستاف: يتنسم الهواء.
(6) الأنوان: جمع النّون وهو: الحوت. 
(7) الأشتر: أحد الخوارج على عثمان – رضي الله عنه -
(8) يَعبَر: تدمع عينه. 
(9) حرقوص بن زهير السّعدي ذو الخويصرة، رأس الخوارج، كان منافقًا؛ قال للنبي – صلى الله عليه وسلم – إبّان قسْم بعض الغنائم: "اعدل" فقال : " ويحك خبتَ وخسرتَ إن لم أعدل". والحديث في الصحيحين وغيرهما.

هناك تعليق واحد: