الاثنين، 4 يناير 2016

قصيدة هنا دمشق ... للشاعر أحمد حسن بعاج

هُنا دمشق
ــــــــــــــــــــــــ@
&&
قفْ بالمُصلّى أيّها الطَرِبُ 
و اخلعْ غناءكَ .. فالثّرى رطِبُ
.
و اسجدْ بكاءً فوق تربتِها
مسكٌ بها ، فليخسأ الذهبُ
.
هذي دمشقُ تئنُّ موجعةً
عصفتْ بها اللأواءُ و الكُــــربُ
.
و الغوطةُ الغنّاءُ مقفرةٌ
عجفـــــــاءُ ، لا تينٌ و لا عنبُ
.
و مآذنُ الأمويِّ شاحبةٌ
و مقــــــامُ زينبَ باتَ ينتحبُ 
.
قلبي عليها ذاب في لهبٍ
و أرى قلوبـــــــــــاً أصلُها يلَبُ
.
فتركتُهُ شمعاً يُطافُ بهِ
في بابِ توما أينمـــــا ذهبوا
.
ماانفكَّ يبكي في كنائسِها
دمعاً فــــــــــراتاً راح ينسكبُ
.
يسقي بأرضِ الدّيرِ نائحةً
من جمــــرِها أجّتْ بها حلبُ
.
أوَتذكرينَ دمشقُ أغنيتي
في المرجة الخضراء تصطخبُ
.
أيامَ كنا و الهوى بردى
نسْماً عليلاً ما بهِ شُـــــحبُ
.
جذلانَ يجري بين غوطتِها
طرِباً ، فلا رمــــلٌ و لا حصبُ
.
ياشامُ .. أنتِ الزّهرُ أوّلهُ
لو قيلَ عطـــــــرٌ منكِ يُنتخَبُ
.
أخذوكِ رهناً في ضلالتِهم
يا ويحهُم ، خابوا و إن رهبوا
.
تبّاً لهمْ ، كُلٌّ لهُ علَمٌ
سجدوا فبانَ بعجزِهمْ ذنَبُ
.
لا تحزني أبداً فكم رقصتْ
فوق الدّوالي تلكُــمُ الدّببُ
.
فهمُ البغاثُ و لا جذورَ لهمْ
و لِرجسِ صُهيونٍ إذا نُسِــــبوا
.
فالحقُ يبقى مشرقاً أبداً
و ثرى البواطلِ سوف ينقلبُ 
.
يا جُلّقَ الفيحاء معذرةً
وا حرّ شـعري كيفَ يُقتضب ؟!
.
ما نفعُ شعري حين أكتبُهُ
إنْ لم يكن سيفاً بهِ الغضبُ 
.
فالشعر قِطرٌ كي أسدّ به
شـــــنآنَ يأجوجٍ و ما نقبوا
.
عنقاءُ مدّتْ للعلى يدَها
فتسابقتْ في لثمِها الشّهُبُ
.
قوموا لها من كل ناصيةٍ
و لتســقطِ الأصنامُ و النّصبُ
.
فإلامَ نبقى هكذا مزقاً ؟؟
ناديتُ في الظّلماءِ : يا عربُ
.
فلوَانها ضاعتْ دمشقُكُمُ
فلمنْ ترى ذا المجدُ ينتسبُ
.
فالمجدُ يُسرَجُ في أعنّتِها
في بيتِ جُلَّقَ ينتهي النّسبُ 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ@

هناك تعليق واحد: