السبت، 2 يناير 2016

قصيدة عشق الخيال ... للشاعر عبداللطيف جرجنازي

عِشْـــــقُ الخَيـــال:
عَـتَـبَـتْ عَـلَـيّ ومِثْلُ زَيْنَبَ تَعْتبُ ... وعِـتــابُـهــا بـوَســــــاطَـةٍ لاتـكْـذبُ
أنا في الخَيالِ رسَمْتُها فعشِقْتُها ... ولـهـا بِــغُـرِّ قـصـائـدي كــمْ أكْـتـبُ
وبصوتِها قدْ مِـلْـتُ عَنْ كُلِّ الورى ... وَبِـهَـمْـسِــهـا غَــزَلاً وَرَبِّــيَ أَرْغَــبُ
وتَجَسَّــدَتْ مهْمــا تباعَدَ طَيْفُهـا ... أُنْـثـى لـهـا في ســاحِ قلْبيَ مَلْعَبُ
ولَـمَسْـتُ خَـدَّيْـهــا بِكَـفٍ راعِشٍ ... ومَسَحْتُ دَمْعَــةَ عيْنهــا إذْ تُسْـكَبُ
وكأنَّـنــي وكأنَّـهــا فــي سَـكْـرَةٍ ... مِــنْ خَـمْـرَةِِ الـعـيـنـيـنِ كلٌ يَشْـرَبُ
وكأنَّــمــا روحـــي تَعَلَّـقُ روحَـها ... وكأنَّــمــا قَـلْـــبٌ لِـقَـلْـــبٍ يُـجْــــذُبُ
وكأنَّما الْـتَـصَـقَـتْ بِصدْرِ عباءتي ... فَـضُـلـوعُ صَدْرِيَ مِنْ هَواهـا تَـلْـهَــبُ
وكأنَّــما نَـحْـلُ الـجـبـالِ بِـريــقِـهِ ... يـُـرْوي فؤاديَ مِـنْ شَــــرابٍ يَـعْــذُبُ
وكأنَّمــا فــوقَ السَّحابِ أريكَتـي ... وأمـــــامَ عـيـْنــيَ كلُّ حُــبٍ أطْـلُـبُ
وبُـعَـيْــدَ إغْراقـي بِـمُـتْـعَـةِ واهِمٍ ... فإذا أنــا فـــي صَــوْمَـعــي أَتَـقَـلَّـبُ
وإذا خـيــالٌ قــدْ تَـرَدَّى طَـيْـفُـــهُ ... وخيوطُ نَسْجِيَ مِنْ سَداتيَ تُسْحَبُ
وإذا الحقيقــةُ فـــي ثـيــابٍ رَثَّــةٍ ... وعلــى قَـفَـاهــــا كلُّ غـــاوٍ يــضْرِبُ
عَـتَـبـي عليها إذْ تـَـنــاثـرَ وُدُّهــا ... ما عادَ مَـنْ للـودِّ يـومــــــاً يـحـسـبُ
مَنْ للحقيقةِ منْ سَيَغْسِـلُ ثوْبَها ... وبثوبِها الـمـبـْلـولِ يـَنْـدى المشْجَبُ
إنْ تعْتبي أوتسْمحي مَحْضَ الرُّؤى ... تـأتِ الرُّؤى حـيـنــاً وحـيـناً تذهبُ
#عبداللطيف_محمد_جرجنازي

هناك تعليق واحد: