قصيدة لبغداد
ردا على قصيدة الجواهري
بقلمي الشاعر
المعتضد بالله المهاجر
هل ساقك الصمت بعد الموت من ألم
ام ساقك الدمع لما هام مستبقا
لا شئ في النفس غير الحزن يأكلني
وبعض خفق يجب الوهن والأرقا
وما وجدت صلاة أستهل بها
ولا عراقا تشظى في دمي مزقا
قالوا العراق تواشيح نرتلها
في كل صبح فتحيي الخافقين تقى
خذني إليه ولو نبضا أمر به
ولو ترابا على نهريه أو علقا
واستئذن النخل أن يرخي بهامته
فوق العراق ويطوي الأرض والأفقا
يكفكف الدمع عن أجفان صبيته
ويطفئ القلب والشريان محترقا
ما بال بغداد لا روح تطوف بها
كأنها طلل قد ذاب وانسحقا
تلك العصية خلف الدمع أكتمه
وذكرها في وجيب القلب إن خفقا
كانت تزين وجه الشمس ضحكتها
وتستريح على رأد الضحى ألقا
نديمها الورد قد أدمى أصابعه
وأشعل الحب في أنفاسها عبقا
ويسكر الشعر في دنيا قصائدها
شواطئ مال فيها النخل واعتنقا
لحزن بغداد ماتت ألف زنبقة
وسافر الدمع في الأحداق واختنقا
حتى الفراشات ما عادت تمازحنا
ولا السحاب سقتنا الغيث والودقا
أذوب شوقا ولا ألقى معذبتي
وما وجدت غداة البين معتنقا
لولا عرفت بأن البين لي قدر
فرحت أجمع مافي الروح قد علقا
بيني وبينك لا أدري أمفترق
وما لقيت إلى عينيك مفترقا
تأتين كالظبي نشوانا على نغم
وتذهبين كريح الزهر معتبقا
لله درك ما ألفيت فاتنة
كأنها الكوكب الدري مؤتلقا
مالي لغيرك أشعار أصب لها
ضياء عيني أو أهدي لها الحدقا
وليس في العمر من صفو لأنثره
في مقلتيك أواري الليل والشفقا
دعوت لاسمك إن صليت يا قمرا
من السماء سرى في الروح وانبثقا
فما اكتويت سوىمن نار حرقتها
ولا ارتويت سوى من مائها غدقا
ويشحب الزهر في روض الصبا ظمأ
وينضب الشعر في وحي الرؤى قلقا
بغداد جرحك في الوجدان ذاكرة
يغصها الدمع في أعماقنا حرقا
كتمت حبك في أعماق باصرتي
فهل أبوح بأن القلب قد عشقا
وإن ذكرتك ذابت في فمي قطع
من الغمام ترد الروح والرمقا
وإن نظرت إلى عينيك سيدتي
رأيت عندك سحر الشام متفقا
يا من على شفتي تبقين أغنية
للحب ألثم فيها الفل والحبقا
لقد كتبت إلى بغداد أغنية
خبأتها همسة في العطر إن شهقا
عذرا فذا قلمي قد ثار في شجن
والسيف في كبدي قد ذاب والتصقا
هذي الحروف من الشريان موردها
جعلتها قبلة للفجر إن عشقا
http://njoomalarab.blogspot.com/2016/01/blog-post_5.html?m=1
ردحذف