عابر سبيل
والتقينا صدفةً وقتَ الأصيل
مثلَ طيرين على غصنِ النخيل
فاستفاقَ الحلمُ لما ضمنا
يا لنفحِ الطِّيب في الجو العليل
إنَِّ هذا الحبَّ يجتاحُ الحشا
يَبتدي بالسُقم يُرديكَ قتيل
بين هدبٍ ولحاظٍ وغرام
أعلن القلبان نبضاً كالصهيل
هاجتِ الذكرى فمن يُسعفني
يا منى عينيَّ من قال وقيل
مالهذا الحبُّ كم أعشقه
عندما غنيته لحناً اصيل
فانثريها يا نسيماتِ الهوى
من شذا أنفاسنا بوحٌ جميل
كيف كان نختفي بين الكروم
كعناقيد من الشهد تسيل
هاتها يا حبُّ كأساً مترعا
واسقنيها عذبَ شهدٍ سلسبيل
أطرق الرّأس فمالت خجلًا
مثل عبادٍ بلا شمسٍ يميل
واكتسى الخدُّ احمراراً شغفاً
كان للأشواق أقوى من دليل
اختف الآن ودعني هائماً
جلّ ما أخشاهُ في الظّل الظليل
أن تشبَّ النارُ يبقى رمقا
في فؤادي عابرا فيَّ السبيل
لستُ أبكيه وإن فارقني
إنّما أبكي جراحاً من دخيل
بقلمي وسام الشاقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق