الأحد، 10 يناير 2016

قصيدة عودة ... للشاعر ماهر الخولي

قصيدة بعنوان ..عودة..بقلمي

يا مبدع الكلمات أتعبك الهوى
وكأن قبرك ظل دون رفاة
دفنوا قصائدك القديمة كلها
ونسوك بين عقارب الساعات
من أنت يامن كفنته يد الندى
وبقيت في الأعماق كالهمسات
هل أنت ذاك الطفل...ماتت أمه
أم أنك المذبوح في الطرقات
أطلال بيتك ما تزال كأنها
أعشاش طير حط في الشرفات
خلف الجدار تفتحت أحلامنا
فاغتالها الشيطان بالظلمات
يا منبع الشوق القديم جراحنا
تشجو  دماك وحرقة النايات
كل الدروب إلى القصير تقطعت
إلا طريق الدمع والآهات
خذني إليه ولو بطعنة خنجر
فأنا بموتي أسترد حياتي
سفكوا قميص الورد يا محبوبتي
والشوق في الأحداق والعبرات
لم يتركوا في القلب إلا زفرة
تدعو إلى الرحمن كل صلاة
في ثورة الأحرار يقضي شاعر 
جوعا فندفنه مع الصفحات
هذا زمان الخزي ليس زماننا
هذا زمان الخمر ...والقحبات
ماتت حروف الأبجدية كلها
في سجن من عبروا على الأموات
والشعر غانية تهز بخصرها
وتبوح للأسياد ...بالشهوات
والمبدعون بعصرنا هم صبية
عاشوا وماتوا داخل الحانات
لكن من يتنفسون قصائدا
رحلوا وراء الغيم كالنسمات
شهداؤنا أقمار عشق أشرقت
وتلألأت كالنور في المشكاة
أرواحهم ...أرواحنا نمشي بها
فوق السحاب بعزة وثبات
من ينقذ الإنسان في زمن الردى
هو سيد الشعراء والكلمات
في موطني لا يكرمون مفكرا
فالفكر مجبول على الثورات
ويمجدون العاهرات لأنهم
يخشون من جيل بلا نزوات
عرب ونخجل من عيون صغارنا
شابوا وهم في المهد كاليرقات
نحيا بلا وطن يلم شتاتنا
وكأننا نوع من الحشرات
وجيوشنا عبرية عربية
تحتلنا بالموت دون غزاة
جاؤوا كأن الليل يعرف شكلهم
وتنكروا بعباءة التورات
أحفاد كسرى يوقدون بأرضنا
نار المجوس وفتنة الشبهات
حاخامهم في الشام يقتل شعبه
والغيث من طهران ماء زناة
والأعور الدجال في سردابه
ويبل لحيته بفرج فتاة
ويشم مال الخمس خلف لعابها
وعمامة الإفتاء للأزمات
يبنون في وطن الرشيد مداجنا
ومعابدا للفرس والصحوات
والعرب سكرى لا تحس كأنها
أعجاز نخل داخل الواحات
باعوا القضية والكرامة كلها
وبقية الأعراض والحرمات
واستأجروا في الغرب بيت دعارة
فخيولنا تعبت من الغزوات
بيروت ما عادت لنا خيم لنسكنها
سوى قبر على الجنبات
لم يبق في بلد اللجوء حكاية
للموت نحكيها سوى طعنات
بيروت ما طرد المسيح ضيوفه
يا طفلة الإنجيل من سنوات
من مبلغ أرض القصير سلامنا
وصلاتنا لﻷضلع الملقاة
أخذوا شغاف القلب بعد رحيلهم
أخذوا ضياء العين والبسمات
يا حمص جئتك والدموع تلفني
وعروق قلبي دفتري ودواتي

فإذا سقطت على شفاهك دمعة
لا تخبري الأحباب عن مأساتي
يكفيك أني لو أتيتك عاشقا
قبلت ثغرك أعذب القبلات
وانشق صدري منذ أول همسة
عشقا لأجمل زهرة وفتاة
فأنا سكبت الحب بين أصابعي
وجرحت عطر الشام في أبياتي
لو كنت أملك في عيونك فسحة
لغزوت أرض الشمس بالهالات
ياليتني استشهدت قبل مذلتي
ونسجت من أرض القصير عباتي
أو كنت إن نطق الرصاص رصاصة
تختال فوق الخيل والصهوات
لكن أقدار الرجال كواكب
تهوي من الفردوس كالنجمات
لا شئ للإنسان إلا ماسعى
في محكم التنزيل والآيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق