الخميس، 21 يناير 2016

قصيدة فناء وبعث .. للشاعر إبراهيم آدم السرطاوي

فناءٌ وبعث
نَفتني الارضُ بعدكَ للفـــــــــناءِ................. فَرُحْتُ اناشدُ المَوْتى بَقائي
فَحسْبي انّني قَدْ عشتُ عُمْري ................ مَع الاحْياء مَقْتولَ الرجــــــــــاءِ
وَحَسْبُ الروحِِ تَسْكُنُ فِيَّ قَبِــراً ............... وَأنّي قَدْ بَدَأْتُ مَع إنْتِهــــــــائي
سَألْقى في التُرابِ تُرابَ نَفسي................ شَقاءُ النفْسِِ في طينٍ وَمــــاءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أماناً ايُّها اللَّحدُ المُحَــــــــــلّى................. بِدُرِ الامسِِ تَزْهو  بالضـــــياء
أنا المَطْرودُ منْ يَوْمي لأنّـــــي............... وَدَدْتُ اللهَ يُعْبَدُ في رِِدائــــــــي
قِبابِ المَسْجدِ المَتْروكِ نَهِــــباً................لِنَسْلِِ القردِ يَلْهو بالصَفــــــــــاءِ
أنا المطرودُ منْ نوري لليلــــ...............أماتَ الفَجْرُ يا أرضَ السمــــــــــاءِ
أنا الظَمآنُ يَرويني سَـــــــراب............وحَيفا نَبعُها شَهدُ ارْتِوائــــــــــــي
وَحَيفا دَمعةٌ وَبقــــــــــاءُ حزنٍ............وَمَوْجٌ عاشقٌ مَوجَ اشْتِهائــــــــــي
طُيورُ الحُبِ لا تَحيابِحَـــــــــبٍ...........حَياةُالطَيرِ دَمعاتُ اللِــــــــــــــ.ـقاءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صِياماً أيها المَفتونُ شِـــــعـراً ................بُحورُ الشعرِ طفلٌ لا يرائـــــــــــي
وَشَمسُ اللهِ في الدُنْيا حَصاةٌ................وَمِقلاعٌ وَأحزِمَةُ الفَنــــــــــــــــــاء
صِياماً قَدْ زَرَعتَ الدَربَ صَـبراً ................ وَبَصَّرْتَ العيونَ باصلِ دائــــــــــــي
وَأمطَرتَ الحُقولَ شُموعَ حِـسٍّ ...............فَجُدْتَ على السَنابلِ بالنمــــــــــاءِ
وَدُستَ على صُكوكِ البَيعِ جَهراً..............وَذيَيلْتَ القَصيدَ بِألـــــــــــــــفِ لاءِ
فَهلْ أدْمَيْتَ رَأسَ الغولِ شِعراً ............... بِساحِ القُدْسِ يَجتَثُ انتمـــــــــــاءِ
وَهَلْ لَمْلَتَ أشْلاءً تَرامَــــــتْ ............... عَلى الأشْلاءِ في زَمَنِ الغُثـــــــــاءِ
فَكُنْ في كَفِ بُرْعُمِنا عَتاداً .................. حَصاةً يُسْتَجابُ بِها دعـــــــــــــائي
لِتَشْهَدَ أنَهُ خَطَبَ المَنايا .................. فَأوْهى عِشقُهُ زورَ ادِعــــــــــــــــائي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُجومُ الليلِ أعْيَتْها هموـي ................ فَغابَتْ خَلْفَ غَيْماتِ الخَفــــــــــــــاءِ
وَقَلْبي لَيْسَ بَعدَ اليَومِ يَشْقى ........... فَما في القَلبِ خَفْقٌ لِلشقـــــــــــاءِ
وَجَفْني لَيْسَ بَعدَ اليَومِ يَبكي ............ فَما في العَيْنِ دَمْعٌ لِلبُكــــــــــــــــاءِ
أتُقْصَفُ في العِراقِ لَنا اُصولٌ ............... لِيَغْشى النَوْمُ فَرْعاً في العَـــــــــراءِ
وَدِجْلَةُ ظامِئٌ وَالنيلُ يَجْري................ أما في النيلِ فَيْضٌ مِنْ وَفــــــــــــاءِ
وَماجِدَةٌ يَنِزُّ الدَمْعُ مْنـــــها ................. لِيَقْطُرَ لِلرَضيعِ مِنَ الثَــــــــــــــــداءِ
فَيَلفُظُ ملحَ أثْداءٍ جَفَتْهــــا .................. عُروقُ الصَـــــــدرِ شَــحَّتْ مِنْ رِ واءِ
فَتَرْدى الباقِياتُ مِنَ الحَشايا ................ يَموتُ الحُرُ حَياً بالابِـِـــــــــــــــــاءِ
أنِلْني جَمْرَ صَبْرِكَ خَفْقَ قَلْبٍ............... لِيَعْبِقَ مِسْكُ جُرْحِكَ في دِمــــــائي
وَأرْسِلْ لي تمورَكَ كَيْ أُ نَمّي............. بُذورَ الثأرِ في رَحِمِ النِســــــــــــــاءِ
أدِجْلَةُ كَمْ حَمَلتَ لَنا سَفيناً ...............وَكَمْ أسْرَجْتَ موْجَكَ للاخــــــــــــــاءِ
وَكَمْ لاذَتْ بِضِفَتِكَ البَــــرايا ...............فَكُنْتَ السَيْفَ في نَحْرِ البَـــــــــــــلاءِ
أشَقَ الصَمْتَ مَوتكَ دونَ آهٍ ...............سِوى في الشِعْرِ قافِيَةَ العَـــــــــــزاءِ
أنا وَالنَخْلُ وَالزَيْتُ المُصَفى..............رُعودُ الصَمْتِ فيَ دَرْبِ ابْتِــــــــــــــلاءِ
سَيَشْتو لِلرَشيدِ غَداً سَحابٌ...........وَيَهْجُرُ غِمْدَهُ سَيْفُ ابْتِـــــــــــــــدائي
ابراهيم آدم السرطاوي

هناك تعليق واحد: