بعض ذكرياتنا أفضل من كل ما يمكن أن يحدث لنا ثانيةً. ( ويللا كاثر)
نيزك الذكرى ,,
أرى لَكِ أطلالاً بِها العَدُّ يَعتّدُ
تُراوِحُ جَزراً في عُيونٍ هِيَ المَدُّ
تَغيبينَ لا ندري أدهراً نَجوزُهُ
فَيرمُقنا الجَوزاءُ في حيرَةٍ تَبدو
نُسامرُ جَمرَ الشَّوقِ والقَهوةُ الهَوى
نُعَتِّقُها طَيفاً فَيُعتِقُنا الوِجدُ
نُغنّي حِكايات المُسجّى بِخِلِّهِ
رويداً لئلّا يُغمِضَ الخافِقَ السُهدُ
حَبيبين كُنّا لو تَمَطّى بِحُبِهِ
سُهيلٌ لأدناهُ بِمَفرقِكِ العِقدُ
ألا سلّمَ الله الضُلوعَ حَسِبتها
حَديديةُ الأرَكانِ ذوَّبَها الفَقدُ
نُجنُّ إذا جَنَّ الهوى في مَدارِنا
وهل في جَوازِ الحَدِّ للعاشِقِ الحَدُّ ؟
عَرفتُهُ إنساني وَنفساً تَفوقُهُ
فَترغَبهُ روحي وَيَمنَعُها الجِلدُ
وأكتمُ أنفاساً تُخالطُ عِطرَهُ
فيُخرِجُها فيما اعترى اللهفَةَ البُدُّ
على نَيزكِ الذِكرى تَحطُ دُجنَّةٌ
مِنَ الوَقتِ يُطفئها مِنَ الخَافقِ البُعدُ
نَخيطُ مِنَ الأنواءِ خَيمةَ ذِكرِكُمْ
بِها النورُ بَرقُ الحُبِّ والآهَةُ الرَّعدُ
تَجيئينَ في قَلبٍ يُشَقِقهُ الأَسى
فَيبُعثُ مِنْ أنحاءِ عَاشِقكِ الوَردُ
تَغيبينَ عَنْ قلبٍ فَيَفلَقُهُ الرَّدى
كأني حَياةٌ مُبتغى عَيشِها الوأدُ
فَليتكِ والأجفانُ هاجتْ بِبَحرِها
تَحرّككِ الأشجانُ والمَركَبُ الودُ
وليتكِ إذ أودعتني الهَجرَ بِعتُهُ
بِوصلٍ وَكانَ الجَحدُ للهاجِرِ الحَمدُ
يُغرِّبنا بُعدٌ لَهُ القُربُ قُبةٌ
بِمشرِقِنا والضِدُّ في غَربِنا الضِدُّ
حَنانيكِ لو تَدرينَ ما يُورِقُ المُنى
بعُمركِ ، هذا الوصلُ والمُقلةُ الشَهدُ
فلا تتركي عَهدي الذي قد مَلكتِهِ
وإنَّ الوَفاءَ العَهدُ إنْ طُلِبَ العَهدُ
معين الكلدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق