الجمعة، 29 يناير 2016

قصيدة زفاف ... للشاعر د. علي ربيع محمد

زفاف
****************
حفيف الحرف أَغرَى بالتجافي**ونجم الليل مثل الفلك طافِ
تمدّدت السماءُ على أديمٍ** كماء البحر ماج بلا ضفافِ
فسبحان المليكِ بَنَى فسوّى** إليه يدول ميسورٌ وعافِ
وأجفانٌ تخَدَّدُ من سُهادٍ *****وألحاظٌ تَمَدَّدُ في التّغافي
تزاحمت الطيوف على فؤادي**فدُهْمٌ أو ملاحٌ أو صوافِ
تحجُّ بكعبتي غُررُ المعاني *** تعُجُّ على محاربيي القوافي
ترى الأنساك ما حجّت قريش** فترقص بالقوادم والخوافي
وتسعى بالفؤاد وصفو عقلي***وترمُل بين أركان الشِّغافِ
فتبدو ثيبٌ.. وتلوح بِكرٌ ****** تراودني بأثواب ٍ شفافِ
أَرُودُ ذوائق المثقاف فيها *****فيهزَجُ بين دعٍّ وارتشافِ
ويُنطقها.. يَسُوفُ العَرْف فيها**** فيكمن ثائرٌ ويثور خافِ
تُقَّبِلُني ويبسم لي لماها**** فأرجمها بآيات العفافِ
أأغشاها وليست لي بكفء*** ومسرورٌ يلوّح بالقطافِ؟!
وكم من شهرزادٍ ذات عيبٍ** ويسترها رقيق الثوب ضافِ
وكم غيداء دسّتها خدورٌ *** وريق رضابها صافٍ وشافِ
كشفتُ الخدرَ عنها ذات دلٍّ*** فأُمْهرُها تليدي أو طِرافي
أُزجّج حاجبيها مثل بَدْرٍ **** أُعطّرُ جيدها بالمسك سافِ
وأنثرها على الأطراس كَحلَى** فيلثمها يراعي بارتجافِ
فيركض خاطري ثَمِلًا ثراها *** فتنفجر الزمازم بالصوافي
فتتئم بالبنين وبالجواري **** وتسمح بعد أن كانت تُجافي
تُتابع بعد أن كانت عقيمًا**** وتُضحي بعد إِشماسٍ تُوافي
كمريمِ قد جَنت من غيرِ هزٍّ** وأهمى كفُّ سارة بالنِّطافِ
يخال المُستهام إذا تلاها *** مياه النيل شيكت بالسُّلافِ
قوافيها كنَغْماتٍ تحلّت **** بألحان الخُروجِ أو الرِّدافِ
نفاها نجلُ (قنبر) عن لحُونٍ**ونقّاها الخليل من الزَّحافِ
فلا يلفَي بها السَّيّاف فتقًا** كثوبٍ طرزته أكفُّ رافِ
ألا يا معشر النُّقاد إني ** منحت لكم رفادًا من كَفَافي
وصدرًا جُنْحُه الودُّ المُصفّى** وأقنى ليس يأبه للرّعاف
وظهرًا يستلذّ الجلد منكم *** يرى في النقد إتحاف اللطافِ 
أسوق الهدي معكوفًا إليكم** بلا رَفَثٍ وأبياتي خرافي
فإما أن تجيزوها فتزهو**** وإما أنْ تُردّ مع العجافِ
فلن تُستام سبع سنين دأبًا **** فكلُّ عشية يأتي زفافي
أقول أيا رهامي أمطريني** أصيح بوحي شيطاني.. عَزافِ
**************************
د/ علي ربيع

هناك تعليق واحد: