السبت، 2 يناير 2016

قصيدة سمية .. للشاعر إبراهيم السرطاوي

سُمَيَّة

خُذني للحدي علَّ روحي تُعتَقُ..............ما عُدتُ حَيَّا رُغمَ أنّي أعشَقُ

وَاستَودع الآمالَ حُلمَ خُرافة ......................تهذي به الايامُ يأسا ينطقُ

أوقَدتُ نَفسي كالشُّموع اُذيبُها.........لتَسيلَ دَمعا حينَ شَمعي يُحرَقُ

ضاقَت فَضاءاتُ الوجود بعَبرتي...............فَغدا فُؤادي في عُيوني يَخفقُ

فارث الهوى والعاشقين مُودعا...................الموتُ اولى بالوَفاء واصدَقُ

نَفَرَت شُموسٌ واستَدارَ مَدارُها........لَم يَبقَ منها في المَدى ما يُشرقُ

يا لَيتَ اذنا بالقيامَة كائنٌ........................السَبعُ تُطوى وَالجبالُ تُصَفقُ

فَسُمَيَّةُ الحَسناءُ تقضي نَحبَها....................وَيُدارُ كأسُ وَريدها ويُعَتَقُ

وَالشاربونَ من الردى أنخابَها..............زَرَعوا هَواهُم في الدماء فَأورقوا

لَونان هذا المَوتُ احمَرُ جَرحها....................وَدماءُ طفل للفدى يَتَشَوَقُ

خَنساءُ كُفّي ما لصخرك موعد...................رَحَلَ الزَمانُ وفَجرُهُ المُتَألقُ

واستَوطنَ الافلاكَ غَيبٌ تائهٌ................نجري على كل الدُروب فَيَسبقُ

حطينُ حبرٌ في يَراعَة شاعر......................تُذكي القصيدَ بلاغَة وتزوقُ

خنساء كفي فالكؤوسُ تَرَنَحَت..................ثَملَ الغرابُ وبومُهُ المُتَمَلقُ

لا تَسألي الصَحراءَ جمرَ رمالَها.............لا ريحَ فيها في المَواقدُ تَشهقُ

لا خَيلَ تَسبحُ في بحار غُبارها..................فَتُثيرَ مَوجا من لَظاها يُخلَقُ

خنساءُ قولي يا سُمَيَّةُ عُرسُنا..................فَرَحُ العراق اذ النَخيلُ يحلقُ

اتَت الوُعودُ على جَناح بَعوضة................وسمية الحسناء دمع يُعشقُ

قسما بريح المسك في أرجائها.............ودم الطفولَة كالسحابة يُغدقُ

لَن تَحملَ الارحامُ الا ثَورَة................................بُركانَ ثأر موجهُ يَتَدَفَقُ

ابراهيم ادم السرطاوي

هناك تعليق واحد: