قصيدة من رحم الليل يولد الصباح ..للشاعر د. علي محمد ربيع

ـــــــــــــــــــــــ (من رحم الليل يولد الصباح)ـــــــــــــــــــــــــ

********************

الدُّجَى يغزل ثوبًا للمدينهْ..

والقمرْ... 

كالمشيبِ.. خاضبٌ فَوْدَ الظّلامْ

حوله من كل صوبٍ قد تمطّي بضع ألحاظ حزينهْ ..

ترتمي تتلو السكينهْ..

تُحتَضَر..

تفتدي دمع الغمامْ

يُبتدرْ..

والمآذنْ..

 مائلاتٌ.. في نحيبٍ 

تتضرعْ.. 

تشتكي هَجْر الأَنامْ ..

 تتجرعْ..

من لماها للحشا قصْفُ اللئام.

تَشْتجرْ ..

والدّخانْ..

 يتلوّى مثلُ أفعى في القتامْ

....

والدّبور الماجنهْ.. (1)

تبذر العُدْم مُريعًا.. يَفتلي أكبادنا.(2)

 تُنْجّى عادًا .. تَفْري هودًا .. تزدريهِ!

يا إلهي!!

والصحاري تلكم الوحش العقور .. 

وا عجبْ..

عاد أمًّا .. فجرت بالرمل تحنانًا غزيرا

تَلْثم الأطفال والشيخ الضريرا..

تتألّمْ ..

آهِ .. لو أغدو  غديرا

آه .. لو أنشق زمزمْ..

........................

والأَميرْ..

قد بدا في الظلمة الخرساء فارسْ..

وجهه بين المدى تَنعابُ أقتمْ.. 

يتزمزمْ ... ثمّ يُحْجِمْ

ليتهُ.. ما نبسْ.. 

صام دهرًا قد بدا فيه أَصمْ.

ينشد الموتَ الرثا.. والموت أصلمْ..

محضُ زيفٍ.. 

الرجا منكم تدلّى مثل واهٍ من خيوط العنكبوتْ..

بل وأَوْهَى

سُحْب صيفٍ..

القَنَى عنكم تخلّى.. مثل أحلاسِ البيوتْ..

بل وأدهى

.......................................

أيها الصبر العقيمْ .. أتأَمَ الليل البهيمْ.. 

وفيوضٍ بالبشارةْ

كالبُراقْ..

 تَمخُرُ الصمت الضريرْ.. 

والجدائلْ ..

مدّها البدر المنيرْ

كالخريرْ ..

قبلاتٍ من لمى الشمس المضيئهْ

أترعت كأس الحقيقهْ

كالسفينهْ .. بالصواري داعبت ريحًا رقيقهْ

كالعذارى حالمات بالفرحْ..

صائحات في مرح:

والغِلامْ (3)

أُثقِلت بالصبح أرحام الظلامْ

ذا مخاض الليل أتئمْ

أزبدت بالصبح أرحام الظلامْ 

بالصبايا والغُلامْ..

جاء يَبغُمْ ..يتكلّمْ... 

صحت أبشِرْ.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الدّبور: الريح العاتية المدمّرة.

(2) يَفتلي: يرعى.

(3) الغِلام : بكسر الغين جمع غِلْمة، وهي اللذة.