قصيدة فكي القيود ... للشاعر عارف عاصي

فُكِّـي القُيُـودَ 

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

فُكِّـي القُيُـودَ وأَطْلِقِـي الأحْـزَانَـا

فَلَكَمْ طَفِقْـتُ مَـعَ الهَـوَى جَذْلانـا

وَلَكَـمْ تَقَاطَعَـتِ الحُـرُوفُ بِنََشْـوَةٍ

تُغْـرِي الأصَــمَّ فَيُـرْهِـفُ الآذَانَــا

وَلَكَمْ رَضِيتُ القَيْدَ يُلْهِبُ مِعْصَمـي

ومَشِـيـتُ خَلْـفَـكِ تَائِـهـاً حَيْـرَانَـا

فُكِّي القُيُودَ عَنِ الحُرُوفِ  فَطَالًمَـا

لَبسَـتْ رِدَاءَ الصَّمْـتِ فِيـكِ زَمَانَـا

أَوَ تَذكُرِينَ عَلَى المَدَى أُنْشُودتـي

أيّـــامَ كُـنَّــا نُـسْـكِـرُ الأَلْـحَـانَـا

أَيَّـــامً كُـنَّــا والـهَـنَـاءُ طَرِيِـقُـنـا

نَشْـدُو الحَيَـاةَ فَنُطْـرِبُ الوِجْـدَانَـا

كُنْـتُ الرِّضَـاءَ إذِ العَوالـمُ صُّـخَّـبٌ

كُنَّـا الهَـنَـا و الأَحْـزَنُـونَ سِـوانَـا

كُنْـتُ البهـاءَ فَمَـا عَـرَفْـتُ كَـأبَـةً

وسَمَـوْتُ حِسـاَ بِالْهُـدَى يَقْظَـانَـا

كُنَّـا جَمِيـعـا لَــمْ نُـصَـبْ بِتَـفَـرُّقٍ

فَــأرَدْتِ بَيْـنـاً يُـلْـهِـبُ التَّحْـنَـانَـا

فُكِّي القُيُودَ فَقَدْ أَقَضَّتْ مَضْجَعِـي

ذَهـبَـتْ بِقَلْـبِـي أَبْـدَلَـتْ أَوْزَانَــا

إِيِـهٍ أَيَـا صَمَّـاءَ عَــنْ كُــلِّ الـنِّـدَا

أَوَ تَسْمَعِيـنَ اليَـومَ كَــانَ و كَـانَـا

بَيْنِـي و بَيْنَـكِ أَلْـفُ سََـوْطٍ مُؤْلِـمٍ

لا مَـا نَسِيِـتُ فَأعْلِـنِـي النّسْيَـانَـا

لا مَا نَسِيِـتُ وَ إِنْ تَكَالَبَـتِ الدَّنَـى

فَبداخِلـي طُهْـرُ الـهَـوى مُـزْدَانَـا

أَطْلَقْـتُ خَيْـلِـي لِلنََّـقَـاءِ مُقَـدِسـا

وَهَـجَـرْتُ وِرْداً يُظْـمِـئُ الـرَّيَـانـا

أَطْلَقْـتُ حُبِّـي مِـنْ قُـيُـودِ مَـذَلَّـةٍ

رَحْـبُ المَـدَى مُلْكِـي فَلَـنْ أَتَوَانَـا

نَامِي عَلى رِيـحِ الأسَـى وتَأبَّطِـي

شَـرا مَكُوُثـاً مَــا ارْتَـقَـى بُنْيَـانَـا

وَلْتَلْعَقِـي الجُـرْحَ المُعَتَّـقَ كُلَّـمَـا

أَبْدَلْتِ رَوْضِي الشَّـوْكَ و الأَدْرَانـا

بيْـنـي و بَيْـنَـك مَـأثَـمٌ ومَـغـارِمٌ

فَلَقَـدْ أَفُــوزُ فَتَربَـحـي الخُـذْلانَـا

بيْنـي و بَيْنَـك مَسْـرَحٌ ومَـصَـارِعٌ

فَاسْتَنْفِـري جُنْـداً غَــدَا الوَهْنَـانَـا

إنِّي الأمِيرُ عَلَـى الدِّيَـار ورَائِـدي

رُوحٌ تَعَـشَّـقَـتِ الـعُــلا الحَـيَّـانَـا

وَ لَئِـنْ كَبَـوْتُ فَتِلْـك كَبْـوَةُ مَاجِـدٍ

عَشِـقَ النُّهُـوضَ فَأَعْلَـنَ العِصْيَانَـا

صُبِّي السُّمُومَ فَلنْ تَفُلَّ حُشَاشتي

مَـادُمْـتُ أحْـيَـا أَقْـهَـرُ الطُّوفَـانَـا

ثُورِي بِجَنْبِي واحْفِري في أضْلُعي

مَـن رَامَ خُلْـداً يَـخْـذُلُ الشَيْطَـانَـا

قُومِِي إلى المِرْآةِ صَدْقا وانظُـري

فَلَـقَـدْ يَــرُدُّ القُـبْـحُ ذَا الطُّغْيَـانَـا

إِيِهٍ أَيَا نَفْسي كَفَـى فاسْتَسْلِمـي

فُكِّـي القُيُـودَ فَكَـمْ رَجَـوْتُ أَمَانَـا

فُكِّـي القُـيُـودَ وَ أعْلِنِيـهـا تَـوْبَـةً

فَالعُمْرُ وَلَّـى قّـدْ كَفـى مَـا كَانَـا