الخميس، 21 يناير 2016

قصيدة زفرات شاعر ... للشاعر مهند الدليمي

زفــرات شـاعـر |

بِــلا عَــدَدٍ كُــلّ المَــوَاجــعِ في يـَــدي 
أُحـاوِرُها مـَهـْلاً فَـلَـسْتُ أُخَـادعُ

وَلــكـنّـها تَبْـقــى تَـحـــزُّ بحـَــرْفِـــهـا 
وَتَـترُكُ ذا القَـلْـبَ العـَليـلَ يـُنَـازعُ 

تُـشــَاكِــسُ أحـْـزَاني وتَحْــرقُ مُـهْجـَتي 
وأَبْـقـى أنَا مَـا بَينهـنَّ أُصـــَارِعُ 

أَقـُــولُ لـَهـا أنّ العـُـيــونَ  نـَــوَاهـــلٌ 
وَشمْسُ الضُّحى بَيْن الغُيومِ تُطالعُ 

تُـصـرُّ عـَلـى قَـتـْلـي بغـَيْـرِ  مَــنَاســكٍ 
وقد حَرَقتْ جِسْمي وأرْضي شواسعُ 

نُــجُـومُ الليـَـالي فـي السَّــماءِ  حـَزيـنَةٌ 
تُشـاهـدُ آلامِـي وُهُـنّ فَـظَــائـعُ 

فَــلا العـَيْـشُ في دُنـيـا العَــذابِ أُريـدُها 
ولا العَيشُ في دُنيا الرّخاءِ أُطالـعُ 

وَلـكـنّ نَفْـسي أنـتِ مَـن قـَـدْ  تَــركْـتـها 
تَمـوجُ وَفي البَـحرِ العميقِ تُصـَارعُ 

أُعــَـذّبُ مَــا بـيـْنَ النــّــهـَارِ ولــيــْـلـهِ 
وَأتـركُ أضـــواءَ الـنُّجـومِ تُـــدافـعُ 

وَتُــوقَـدُ في لـيـْلِ السّــكونِ مـَـوَاجِـعـي 
وَتُـزْفــرُ من صَــدْرٍ ثَـقـيـلٍ زَعـازعُ 

وأُبـْصـرُ في هَــذي العـُـيــون نَــوَاجــداً 
تُـقطّـعُ أحْـشـَائي ولَيـليَ قَـابـعُ 

فَـقَـدْ طـَـال لَيْــلي واسْـتَـطـالَ شَـقَـاؤهُ 
وَتـَاهَــتْ مَــداراتٌ وضَجّتْ مَضاجعُ 

وَهـــاجَـتْ بـَرَأْســي ذكْــرَياتٌ ألـيــمَـةٌ 
تُحـاصِرُ أنْـفَـاســي فَتَـبكي الأضَالعُ 

تَــسَـوّرتِ الأحْـــلامُ لَــيْـلي وَحَــــاوَرَتْ 
مَتَـاهـاتِ رأْسـي كَي تُضَجَّ الهَوَاجعُ 

وَحُــرِّكَـــتِ الألآمَ  نَــحْــوَ مَـــفَــاصـِلي 
وَغـاصـتْ بِقَلـبي واسْتُبيحَتْ مَخَادِعُ 

فَــزَادَتْ أنِيـني واسْــتَبـَاحَـتْ حـَـوَاجـزي 
وَمـاتَـتْ مَـسـرّاتٌ وَشــاخَتْ طَوالـعُ 

قَــوَادمُ أفْــرَاحــي يُحــطّـمـُها الأسـَــى 
تُـَحاطُ بـأسْــلافٍ مَضَـتْ فَتُمـانِـــعُ 

تُخـيّـطُ أوجــَـاعــي بشـْكــلِ عَـمَــامــةٍ 
وتُـسْـكَـبُ في رَاح اليـَدينِ المَدامـعُ 

إذَا لَـمْ تَـكُنْ نَـفْســي تُعــاني وتَشْتَـكـي 
لَـديْـسَـتْ كَـرَامـاتٌ وَشَاهَتْ طَبائـعُ 

أُعَــــاهِـــدهُ الـقـَلْــبَ الحَـــزيـنَ بـأنّــهُ 
سَـتبْقى حرُوفي في الخُطُوبِ تُقَارعُ 

مهند الدليمي

هناك تعليق واحد: