الحلمُ المحجوب
--------------
مجد أبو راس ..شاعر النيرب
--------------
مـــا كــنـتُ أحــسـبُ أنــنـي مـغـلـوبُ
حــتــى تــــوارى حــلـمـيَ الـمـحـبوبُ
خَــبَــتِ الـمـشـاعـلُ والــديــارُ تـنـائـفٌ
يـــــا ويـــــح قــلـبـي فــارقـتْـهُ قــلــوبُ
خَـطَـرَتْ تـؤانـسُني الـهـمومُ بـوَحْشةٍ
يـــبـــدو عـــلـــى آثـــارِهــا الــتـهـذيـبُ
واسـتـرْسَـلتْ تُــومـي إلــيَّ بـمُـرهفٍ
يـسـتـهـدفُ الأحــــلامَ حــيـن تَـطـيـبُ
يـنـمو الـخـيالُ عـلـى عـطـيّاتِ الـرؤى
وإذا اضــمـحـلّـتْ فـالـسـنـا مــحـجـوبُ
أســـوانَ يـأسـرُني الـمـدى مـتـشفّيًا
ويــحـارُ فـــي قـتـلـي ولــيـس يَـصـيبُ
جَــهِـدَتْ تُـحـمِّـلُني الـنـوائـب إصْــرَهَـا
ولـــهـــا مــســالـكُ جـــمَّــةٌ وضُـــــروبُ
وأنــاشـدُ الأقـــدارَ هــل مِــن رحْـمَـةٍ؟
فــتــكــيــدُنـي وكـــأنّـــنـــي أيّـــــــــوبُ
ويــكــادُ يــذهــبُ بـالـبَـصـيرةِ قــهْـرُهـا
سُـــقْــيًــا لِــــحَـــظٍّ حــــــازَهُ يــعــقــوبُ
غَــفَــتِ الأمــانــي واكــفَـهَـرَّ ضـيـاؤُهـا
لــــمّـــا ألـــمَّـــتْ بــالــبــلادِ خُـــطـــوبُ
دَهَــتِ الـسَـكينةُ فـاستَحالَتْ صَـرْخَةٌ
وأهَـــابَ قـلـبٍـا فـــي الـضُـلـوعِ نَـحـيبُ
فـتـرى الـسوالِقَ دامـياتٍ فـي الـورى
والـــوُلْــدَ تــبــكـي والـــرجــالَ تـــلــوبُ
والــبـلـدة الـثـكـلـى تــئــنَ بــحَـسْـرَةٍ:
يــــــا ويــلــتــي إنَّ الـــبـــلاءَ يَـــجـــوبُ
ناديْتُ في الأصْقاعِ هل مِن مُسْعِفٍ؟
يَـحـمـي الـثـكـالى والـديـارَ؟ أجـيـبوا !
هـــل مِـــن مُـجـيـرٍ فــي الأنــامِ لأُمّــةٍ
كـــانــت تُــجـيـرُ الـمُـنـتـحي وتُــجـيـبُ
لــكــأنـنـي نـــاديْــتُ أمـــواتًــا مَـــضــوا
طــــــيَّ الــقــبـورِ يَــعــوزُهـم تَــتْـبـيـبُ
كَـهُـم الـحسام ؟أم الـكنانةُ أفـرِغَتْ ؟
أم أُقْــعِــدَ الــبَـطـلَ الـمُـظـفّـرَ حُـــوبُ؟
ولـقـد عَـجِـبْتُ مِـنَ الـذئابِ إذا امَّـحَتْ
أظْــفــارُهــا غَـــــدَتِ الأكُـــــفُّ تَـــنــوبُ
مـــــــــا هَـــــــــوَّنَ الآلامَ إلا صَـــبـــرُنـــا
وكـــــذا الـــرواحــلُ لــلـقِـيـادِ تُــجــيـبُ
ومــتــى تَــكـبَّـدَ أهــلُـهـا حَـــرَّ الـظـمـا
بَــقــروا الــحـشـا فـتَـيَـسَّرَ الـمَـطـلوبُ
هـــذي كـرائِـمُهُم فـهـل مِــن عـاتِـبٍ؟
أو مُـشْـفِـقٍ يــأبـى الــوَنـى ويُـهـيبُ؟
مــــا هَــمَّـتِ الآســـادُ تـطـلـبُ ثــأرَهـا
إلا ولــلْــعُــقْــبـانِ فـــــيــــه نَـــصـــيـــبُ
فـمـتى يَـضـجُّ الـسـيفُ فــي خَـفَقاتِه
يـــرجِــعْ جَــلـيًّـا حُــلـمِـيَ الـمـحْـجـوبُ
ويَـعُـدْ بـريـقُ الـحُـسْنِ شـفّـافًا عـلـى
غُـــرَرِ الــعـذارى لـيـسَ فـيـه شُـحـوبُ
والأُمْـنـيـاتُ الــشـارداتُ عـــنِ الـفـتى
تـــــــأوي إلـــــــى أعْــتــابِــهِ وتُــنــيــبُ
سـيَـعـودُ طــيـرُ الـحـبِّ يـشـدو لَـحْـنَه
ويــعــودُ يُــزهِــرُ فـــي الــرُبـا الـعَـكُّـوبُ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق