الأربعاء، 20 يناير 2016

قصيدة نصيبي .. للشاعر جواد يونس أبو هليل

نصيبي

أَعوذُ بِرَبّي أَنْ يَكونَ نَصيبي *** شَقاءً بِلا يُسْرٍ يَكُفُّ نَحيبي

(ثَلاثٌ يَعِزُّ الصَّبْرُ عِنْدَ حُلولِها *** وَيَذْهَلُ عَنْها عَقْلُ كُلِّ لَبيبِ

خُروجُ اضْطِرارٍ مِنْ بِلادٍ تُحِبُّها *** وَفُرْقَةُ خِلّانٍ وَفَقْدُ حَبيبِ) (*)

زَماني ابْتَلاني بِالثَّلاثِ وَزادَها *** سُقامَ عَزيزٍ ما اشْتَكى لِطَبيبِ!

فَلا تَعْجَبوا إِنْ فاضَ نَزْفُ يَراعَتي *** فَما في نَزيفِ الْجُرْحِ أَيُّ عَجيبِ

هُمومي صُخورٌ فَوْقَ صَدْري تَراكَمَتْ *** وَفي الْقَلْبِ نيرانٌ كَبَحْرِ لَهيبِ

وَلا تَعْجَبوا إِذْ مِنْ صُخورٍ تَفَجَّرَتْ *** عُيونُ قَريضٍ ماتِعٍ وَنَسيبِ

وَفي الْأَرْبَعينَ الْيَأْسُ أَنْجَبَ شاعِرًا *** فَفي رَحِمِ الْأَحْزانِ كُلُّ غَريبِ

وَفي غُرْبَتي، وَالْهَمُّ بَلَّلَ طينَها، *** بُليتُ بِبُعْدي عَنْ أَعَزِّ قَريبِ

رَوَيْتُ بِدَمْعي كُلَّ حَرْفٍ كَتَبْتُهُ *** فَصارَ تُرابُ الشِّعْرِ جِدَّ خَصيبِ

عَلى دَرْبِ آلامي مَشَيْتُ مُكَبَّلًا *** وَما لي شَبيهٌ يُبْتَلى بِصَليبي

وَلَسْتُ عَلى ما قَدَّرَ اللهُ ساخِطًا *** وَلا أَشْتَكي هَمّي لِأَيِّ (صَحيبِ)

وَلكِنَّني الْمُضْطَرُّ يَدْعو مُؤَمِّلًا *** إِجابَةَ رَبٍّ لِلِّدعاءِ مُجيبِ 

إِذا كُنْتَ عَنّي يا مُهَيْمِنُ راضِيًا *** فَلَسْتُ أُبالي ما يَكونُ نَصيبي

لَكَ الْحَمْدُ رَبّي في الْهَناءِ وَفي الشَّقا *** فَإِنَّكَ في كُلِّ الْأُمورِ حَسيبي

وَصَل إِلهي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ *** عَلى أَحْمَدَ الْمُخْتارِ خَيْرِ حَبيبِ

الظهران، 20.1.2016 جواد يونس
----------------

(*) البيتان المشهوران لزهير بن أبي سلمى.


هناك تعليق واحد: