نصيبي
أَعوذُ بِرَبّي أَنْ يَكونَ نَصيبي *** شَقاءً بِلا يُسْرٍ يَكُفُّ نَحيبي
(ثَلاثٌ يَعِزُّ الصَّبْرُ عِنْدَ حُلولِها *** وَيَذْهَلُ عَنْها عَقْلُ كُلِّ لَبيبِ
خُروجُ اضْطِرارٍ مِنْ بِلادٍ تُحِبُّها *** وَفُرْقَةُ خِلّانٍ وَفَقْدُ حَبيبِ) (*)
زَماني ابْتَلاني بِالثَّلاثِ وَزادَها *** سُقامَ عَزيزٍ ما اشْتَكى لِطَبيبِ!
فَلا تَعْجَبوا إِنْ فاضَ نَزْفُ يَراعَتي *** فَما في نَزيفِ الْجُرْحِ أَيُّ عَجيبِ
هُمومي صُخورٌ فَوْقَ صَدْري تَراكَمَتْ *** وَفي الْقَلْبِ نيرانٌ كَبَحْرِ لَهيبِ
وَلا تَعْجَبوا إِذْ مِنْ صُخورٍ تَفَجَّرَتْ *** عُيونُ قَريضٍ ماتِعٍ وَنَسيبِ
وَفي الْأَرْبَعينَ الْيَأْسُ أَنْجَبَ شاعِرًا *** فَفي رَحِمِ الْأَحْزانِ كُلُّ غَريبِ
وَفي غُرْبَتي، وَالْهَمُّ بَلَّلَ طينَها، *** بُليتُ بِبُعْدي عَنْ أَعَزِّ قَريبِ
رَوَيْتُ بِدَمْعي كُلَّ حَرْفٍ كَتَبْتُهُ *** فَصارَ تُرابُ الشِّعْرِ جِدَّ خَصيبِ
عَلى دَرْبِ آلامي مَشَيْتُ مُكَبَّلًا *** وَما لي شَبيهٌ يُبْتَلى بِصَليبي
وَلَسْتُ عَلى ما قَدَّرَ اللهُ ساخِطًا *** وَلا أَشْتَكي هَمّي لِأَيِّ (صَحيبِ)
وَلكِنَّني الْمُضْطَرُّ يَدْعو مُؤَمِّلًا *** إِجابَةَ رَبٍّ لِلِّدعاءِ مُجيبِ
إِذا كُنْتَ عَنّي يا مُهَيْمِنُ راضِيًا *** فَلَسْتُ أُبالي ما يَكونُ نَصيبي
لَكَ الْحَمْدُ رَبّي في الْهَناءِ وَفي الشَّقا *** فَإِنَّكَ في كُلِّ الْأُمورِ حَسيبي
وَصَل إِلهي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ *** عَلى أَحْمَدَ الْمُخْتارِ خَيْرِ حَبيبِ
الظهران، 20.1.2016 جواد يونس
----------------
http://njoomalarab.blogspot.com/2016/01/blog-post_20.html?m=1
ردحذف