السبت، 2 يناير 2016

قصيدة رسالة إلى الحرية .... للشاعر ماهر الخولي

رسالة إلى الحرية
.......
أتيت إليك......
كتبت من الشوق....شعرا جميلا
سجدت طويلا على راحتيك
مررت على كل بيت تحطم
مررت على كل طفل تيتم
على كل أم....
على كل قبر....
حملت دموعي ...وفقري وجوعي
وجئت إليك...
مددت ضلوعي لأعبر يوما إلى مقلتيك
عشقتك قبل اللقاء...وقبل العناق
فروحي لديك....
لأجلك ..يوما حزنت....ويوما فرحت
وأخجل منك إذا ما سقطت
هناك التقينا
هناك لاسمك يوما هتفت
هناك قتلت أمام عيونك حين التقينا
...............

سقطت أمامك بعد انتظار
وأخجل يوما إذا ما تعبت
زرعت طريقك بالأغنيات
عشقت لعينيك....طعم الحياة
عرفت بأنك لن تخذليني
فلملمت نفسي
وجئت إليك
وحين وصلت
غفوت قليلا على راحتيك
سمعت حنينك في نبض قلبي
سمعت ترابا حزينا ينادي....
(سكابا يا دموع العين سكابا
على شهداء سوريا وشبابا)
.................
أحبك حتى تجف الدماء
أحبك ما عدت أعلم....مقدار حبي
ولا عذر قلبي....
أحبك ظلما....أحبك عدلا
أحبك سرا...أحبك جهرا
فقبلك لا شئ يوما سيذكر
ولا قيد يكسر
ولانور يبقى ...ولا شعر يؤثر
وبعدك لا شئ يبقى سجينا
ولا وجه في الأرض يبقى حزينا
أحبك في كل شئ جميل
وفي كل صبح وليل طويل
أحبك في كل لون ورسم
وفي كل حرف وفي كل اسم
أحبك حب الندى إن تعطر
وحب المدام لثغرك أكبر
فثغرك أشهى وأحلى وأنضر
وأعرف أنك فوق الخيال وفوق الجمال
فلا تتركيني....
على باب بيتك أذرو التراب لعلي أراك
ولا تتركيني...
جريح هواك....
****
أحبك حتى تجف الدماء
ويفنى لأجلك هذا الحشاء
وأعرف أنك فوق الجمال
وأعرف كم تشتهيك الدماء
أحبك حبا رقيقا كشعري 
جميلا كوجهك فيه الحياء
أحبك بوح الطيور صباحا
إذا ما تنفس فيها الضياء
أحبك شعرا وهمسا وعطرا
وغيما تخضب منه المساء
فتخضر روض وتزهو حقول
وتندى زهور وتحيا ظباء
أحبك في كل صيف جريح
وفي كل غصن سقاه الشتاء
وفي كل حي وفي كل بيت
وفي كل طفل بكته السماء
أعدت إلينا بريقا قديما
كأنك نور مداه الفضاء
كأنك شهد لكل القوافي
كأنك طل وتبر وماء
فأنت البراءة من كل ذنب
وأنت الوجود وأنت البقاء
**********

لأول يوم....أحس بنفسي
أحس بأني تجاوزت نفسي
وحطمت سجني وقيدي وحبسي
خرجت أفتش عن كل أهلي
وعن كل ابن....وعن كل طفل
خرجت ألملم أشلاء بيتي
ألملم شعري...وأجزاء صوتي
وأبحث كالطفل عن وجه أمي.....

وإن عذبوني......
فما زال في القلب طعمك أنت
لأني تنشقت عطرالحياة
وعطرك أنت ....فلن يتركوني
سأسعى وراءك...ما دمت حيا
فإما أعيش كريما وحرا
وإلا سأحفر قبري بنفسي
لكي تدفنوني........
**************
بقلمي ماهر الخولي

هناك تعليق واحد: